احتضنت نهاية الأسبوع الماضي دار الثقافة «مولود معمري» بولاية تيزي وزو، في إطار نشاطات إحياء الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية، لقاء حول مشروع إنجاز فيلم سينمائي حول الولاية الثالثة تاريخيا، والذي يحمل عنوان «أسود جرجرة»، دعا إليه كلّ من المكتب الولائي لتيزي وزو للمنظمة الوطنية للمجاهدين بالتنسيق مع مخرج الفيلم التاريخي للثورة المجيدة نوفمبر 1954؛ السيد أحسن عصماني، وذلك بهدف جلب ولفت انتباه المسؤولين لمشكل التمويل الذي يعاني منه هذا المشروع الكبير، حيث يقف حجر عثرة أمام تحقيقه. حضر هذا اللقاء الذي كان فرصة لعرض هذا المشروع الضخم، ممثلو المنظمة الوطنية للمجاهدين ومنظمة أبناء المجاهدين (مكتب تيزي وزو)، ومكاتب الولايات المشكّلة للولاية الثالثة تاريخيا، مع حضور الوالي الذي اغتنم اللقاء ليتحدّث عن أهمية هذا المشروع الذي يهدف إلى نقل الوجه الحقيقي للاستعمار الفرنسي للأجيال وكذا تضحيات الشعب الجزائري، رجالا ونساء، من أجل تحرير الوطن الذي كان مستعمرا لمدة 132 سنة، وحيا الوالي مبادرة المخرج عصماني وإصراره على تحقيق هذا المشروع الكبير الذي يهدف إلى تسليط الضوء على محطات مهمة من تاريخ الثورة المظفرة خلال الفترة الممتدة ما بين 1945 إلى غاية 1962، وكذا التذكير ببشاعة الأساليب الإجرامية التي قامت بها فرنسا ببلادنا. واغتنمت المنظمة الوطنية للمجاهدين الفرصة لدعوة السلطات العليا للبلاد لتخصيص ميزانية من أجل إنجاز هذا المشروع، خاصة وأنّه تمّ الحصول على جميع الرخص بالأماكن التي اختيرت للتصوير بها من وزارتي الثقافة والمجاهدين، حيث سيسمح هذا العمل بنقل الوقائع كما هي باستغلال طائرات حربية، مروحيات وعتاد حربي وإمكانيات لوجيستيكية وغيرها من الإمكانيات التي استعملتها فرنسا لقصف القرى بالولاية الثالثة تاريخيا، والتي سيتم توفيرها من الصين. وحسب القائمين على إنجاز هذا الفيلم، فإنّ هذا الفيلم الذي تقرّر تصوير مشاهده في ال 21 ولاية بحاجة لدعم مالي قدره 160 مليار سنتيم، دون ذكر مصاريف توفير واستيراد العتاد الحربي الذي سيستغل في تصوير لقطات من الفيلم، كما سبق وأن ذكر. وسيعرف الفيلم مشاركة نحو ما يقل عن 150 ألف شخص سيؤدون أدوار مدنيين، مجاهدين، جيش فرنسي والحركى، عبر الثلاثين حلقة التي تنقل محطات هامة من ثورة نوفمبر، منها حلقات تتناول مسيرة بطل الثورة كريم بلقاسم، اعمر اعمران، محمدي السعيد، اكلي محند اولحاج، صالح زعموم وأخوه علي، سي الحواس وغيرهم، وحلقات أخرى تتلخّص في معارك كبيرة شهدتها المنطقة خلال الحرب، كما تبرز دور المرأة أثناء الثورة إلى جانب المجاهدين، مؤتمر الصومام وغيرها من المحطات. وذكر المخرج أنّ هذا الفيلم الذي يمتدّ على مدار ساعتين ونصف، يظهر للعالم مقاومة الشعب الجزائري وقوّته وإيمانه بالحرية مهما كان الثمن من جهة، ومن جهة أخرى، إظهار وكشف الغطاء عن ملفات وجرائم فرنسا التي حاولت تدمير وتدنيس الثقافة الجزائرية، النسيج الاجتماعي، والاقتصادي وغيرها.