أسدل الستار أول أمس على حيثيات دروة «سارة باباهون» الدولية، التي جرت على مدى أربعة أيام بقاعة قصر الرياضات حمو بوتليليس بتنظيم مديرية الشباب والرياضة لوهران، وبتنسيق مع الرابطة الجهوية الغربية لكرة اليد، وعرفت تتويج المنتخب الوطني (سيدات) بعد فوزه في اللقاء النهائي على نادي الجمعية الرياضية النسائية للمهدية التونسي بنتيجة (35-18)، بعدما انتهى الشوط الأول بواقع (19/5). ودائما لمصلحة الجزائريات، وكما تدل عليه النتيجة النهائية، فإن المباراة سارت في اتجاه واحد للضعف الكبير للمنافس التونسي، الذي لم يكن كأندية أخرى مشاركة في هذه الدورة قوية، يستطيع الناخب الوطني مراد آيت أوعراب من خلالها تصليب أوصال الفريق الوطني. وهذا التتويج، يعد الثاني ل«لخضر» بعد الأول الذي أحرزه في الدورة الدولية للصداقة بمدينة قسنطينة منذ أيام قليلة. لكنه وإن وقف على تواضع المستوى الفني للدورة، إلا أن ما همه أكثر فيها هو استفادة لاعباته من تحضير بدني إضافي، قبل ركونهن لراحة مستحقة بعد ثلاث سنوات من النشاط والاجتهاد المتواصل دون توقف، وقال في هذا الصدد : « لقد لعب الفريق الوطني تسع مقابلات في فترة قصير، وهو عدد مهم سمح لي بأخذ فكرة دقيقة عن إمكانيات كل لاعبة، خاصة وأنني دفعت بعدد كبير من الأسماء الجديدة في الفريق الوطني تحضيرا للمستقبل، وتعويضا لزميلاتهن المحترفات وعددهن عشر، ولا يمكن إلا أن نرضى بالفائدة من هذه الدورة، رغم ضعف مستواها، إذ اكتسب فريقنا الوطني نسبة عالية من الاستعداد البدني والاحتكاك والانسجام بين لاعباته، خاصة أمام المواعيد الهامة تنتظرنا كالبطولتين العربية والإفريقية، وكذا العالمية في العامين المقبلين، والمهم هو الاستفادة ولو قليلا من هذه الدورة أحسن من لا شيء». وهو رأي اللاعبة الدولية السابقة قرداش حبيبة، صاحبة ست ثنائيات مع فريق الناديت الشهير في الفترة الممتدة من سنة 1979 إلى 1984، التي ثمنت عودة دورة «باباهون» إلى صبغتها الدولية، وما يعنيها هي كذلك، تمكين لاعبات الفريق الوطني من تكثيف تحضيراتهن بعدد أكبر من المباريات، مبدية تفاؤلها بمستقبل الفريق الوطني. أما آيت مولود جعفر، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، فشد على أيدي المنظمين حتى يواصلوا استضافة هذه الدورة، وأندية رفيعة المستوى لتطويرالرياضة النسوية في الجزائر ومدبنة وهران على وجه الخصوص. في حين تحسرعبد القادر بوخبزة، المدرب السابق واحد الأسماء الفاعلة في ساحة كرة اليد الوهرانية، ومدرب لاعبين دوليين سابقين وآخرين في فريق مولودية نفط وهران سابقا من أمثال بن جميل، الإخوة دوبالة، بن سنوسي، حراث وحود علي وغيرهم، والذي مكث قرابة 25 سنة في المملكة العربية السعودية، تحسر على تجاهل المنظمين تكريم عائلة المرحومة سارة باباهون، وذلك من أبسط الأشياء، حسبه. أما عن التتويجات والكؤوس، التي أشرف على تسليمها لمستحقيها السيدان غربي بدر الدين، مدير مديرية الشباب والرياضة، وآيت مولود جعفر، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، ففضلا عن الفريق الوطني المتوج بكأس الدورة، تحصل على المرتبة الثالثة المنتخب الجهوي الغربي لوهران الفائز على نادي نواصير المغربي بنتيجة (26-19)، هذا الأخير الذي حاز كذلك كأس أحسن فريق للروح الرياضية، وكأس أحسن هدافة بفضل لاعبته رجاب حسنة، وكأس أحسن لاعبة عادت للتونسية إلهام لمغريسي، وتوجت الجزائرية صحابي سامية بكأس أحسن حارسة. ونظم على هامش هذه الدورة، ملتقى حول الممارسة الرياضية النسوية بمقر إقامة الفرق المشاركة بنزل «الأروية الذهبية» بعين الترك، شاركت فيه أسماء من أهل الاختصاص كاللاعبة الدولية السابقة قورداش حبيبة، التي تشغل في نفس الوقت منصب مستشارة بيداغوجية، والتي قدمت مداخلة تحت عنوان « خصوصية التكفل بالرياضة النسوية (حالة كرة اليد )»، والآنسة ميكارش ليندة ممثلة وزارة الشباب والرياضة التي شاركت بمداخلة تحت عنوان «تطوير الرياضات الجماعية وترقية الرياضة النسوية (تقييم وآفاق)»، والدكتورة والأستاذة المحاضرة ماهور باشا صابيرة التي شاركت بمحاضرة تحت عنوان «حالة ونزعة كرة اليد النسوية الجزائرية»، و الأستاذة بن مغنية سمية بمحاضرة بعنوان « الإعلام والرياضة النسوية»، وأخيرا الحكم الدولي السابق قهواجي عبد اللطيف حول التحكيم، وهو ملتقى قال عنه السيد بلغيث محمد، نائب رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، ومسؤول تطويرالرياضة البدنية والرياضة بمديرية الشباب الرياضة بوهران، بأنه كان ضروريا حتى يرافق الدورة، مادامت فائدته تصب في نفس مسعى هيئته الرياضية، وهي العناية بالممارسة النسوية وتطويرها بمدينة وهران، وضرب موعدا في المستقبل بدورات أمتع وملتقيات أفيد وأحسن على جميع المستويات.