تمكنت مصالح أمن ولاية الجزائر، منذ بداية شهر رمضان، من تفكيك 47 عصابة على مستوى العاصمة تنشط في مجال المتاجرة في كل أنواع المخدرات وتعريف قرابة ال7000 شخص وإحالة 335 منهم على العدالة بسبب تورطهم في العديد من القضايا المتعلقة بالمتاجرة بالمخدرات وكذا الاعتداءات والسرقات ضمن شبكات منظمة عرفت ارتفاعا كبيرا خلال شهر رمضان وتعكس هذه النتيجة المحصلة الانتعاش الكبير لتجار المخدرات خلال رمضان، حيث يزيد طلب المستهلكين على هذه السموم وبالتالي زيادة نشاط المروجين. وتعد هذه الحصيلة الأكبر من حيث عدد الشبكات التي تم تفكيكها خلال هذه الفترة وتحديدا في رمضان، حيث توصلت المصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر إلى وضع حد لنشاط 47 عصابة تنشط في مجال المتاجرة بالمخدرات بكل أنواعها مع حجز كميات كبيرة ومتنوعة من هذه السموم والتي من بينها أدوية خاصة بمرضى السرطان ذات مفعول قوي ومخدر بالإضافة إلى كميات معتبرة من الحبوب المهلوسة والمهدئات التي لجأ إليها التجار لسد النقص المسجل في المخدرات بسبب الحصار الذي تفرضه مصالح الأمن. ويشير مصدر مسؤول من أمن ولاية الجزائر إلى حصيلة ثقيلة لنشاط مصالح الامن في مجال مكافحة الاتجار بالمخدرات وهو ما يعكس التجند التام لمصالح الامن التي تقوم منذ بداية الشهر الفضيل بمداهمات ليلية واسعة شملت الأحياء والتجمعات بالإضافة إلى دوريات قامت بمراقبة أزيد من 4500 سيارة وأفضت هذه الإجراءات إلى تفكيك عدد من الشبكات المروجة مع توقيف عناصرها المقدر عددهم بأزيد من 500 شخص منهم 335 تم إيداعهم الحبس المؤقت وإحالتهم على العدالة علما أن غالبية الموقوفين من المسبوقين قضائيا في قضايا تتعلق بالاتجار والاعتداء والسرقات. وتشير مصادرنا الأمنية إلى ارتفاع مخيف في استهلاك المخدرات خلال شهر رمضان بحيث أن الإمساك عن تعاطي المخدرات طوال يوم الصيام يدفع بالمستهلكين من أفراد وعصابات إلى استهلاك كميات مضاعفة خلال ساعات الإفطار الليلية بالإضافة إلى لجوئهم لنوعيات ذات تركيب قوي يستمر مفعولها إلى غاية اليوم الموالي، كما أن تشديد مصالح الامن الخناق على المروجين أدى بالمتعاطين إلى اللجوء إلى استهلاك الأدوية والمسكنات القوية التي عوضت القنب الهندي والمخدرات الصلبة والقوية كالكوكايين والهيروين رغم أن هذه الأخيرة سجلت حضورها في رمضان. وفي سياق متصل، كثفت مصالح الامن جهودها الرامية إلى استتباب الامن بالأحياء من خلال القضاء على بؤر الإجرام وعصابات الأحياء التي عادت من جديد لتزرع الرعب وسط العائلات مستعملة تشكيلات مختلفة من الأسلحة البيضاء ومتسببة في مآس لدى العائلات ولعل ما سجل نهاية الأسبوع الماضي بأحياء بلوزداد من مشادات بين شباب متهور والتي أدت إلى مقتل طفل لا يتعدى ال14 سنة لمؤشر واضح على عودة هذه العصابات لتعكر راحة العاصميين خاصة في رمضان.