تمكنت مصالح أمن ولاية الجزائر خلال شهر أوت الماضي الذي تزامن وشهر الصيام من تفكيك 57 عصابة على مستوى العاصمة تنشط في مجال المتاجرة في كل أنواع المخدرات وتوقيف 100 شخص مع تورط عدد كبير من هذه الشبكات في الاعتداءات والسرقات التي عرفت ارتفاعا كبيرا خلال شهر رمضان، وتعكس هذه النتيجة المحصلة الانتعاش الكبير لتجار المخدرات خلال رمضان، حيث يزيد طلب المستهلكين على هذه السموم ومنه عمل المروجين. وتعد هذه الحصيلة الأكبر من حيث عدد الشبكات التي تم تفكيكها خلال هذه الفترة وتحديدا في رمضان، حيث توصلت المصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر إلى وقف نشاط 57 عصابة تنشط في مجال المتاجرة بالمخدرات بكل أنواعها مع حجز كميات كبيرة ومتنوعة من هذه السموم والتي من بينها أدوية خاصة بمرضى السرطان ذات مفعول قوي ومخدر. ويشير بيان عن خلية الاتصال والعلاقات العامة لأمن ولاية الجزائر تلقت ''المساء'' نسخة منه إلى حصيلة نشاط مصالح الامن في مجال مكافحة المخدرات والتي أفضت إلى تفكيك عدد من الشبكات المروجة مع توقيف عناصرها المقدر عددهم بأزيد من 100 شخص منهم 92 تم إيداعهم الحبس المؤقت علما أن غالبية الموقوفين من المسبوقين قضائيا في قضايا تتعلق بالاتجار بالمخدرات والاعتداء والسرقات. كما تمكنت مصالح الامن من استرجاع كميات متنوعة من المخدرات منها 9,2 كلغ من القنب الهندي و12 غراما من الهيروين احد أنواع المخدرات الخطيرة وباهظة الثمن وتم حجز هذه المخدرات في شكل كبسولات بتعداد 107 كبسولة بالإضافة إلى كميات هامة من المؤثرات العقلية والأقراص المهلوسة من نوع ''سوبيتراكس'' و''ايكاستازي'' وأنواع أخرى من المؤثرات بتعداد إجمالي يقارب ال2000 قرص. ونشير إلى أن مصالح أمن الولاية اكتشفت استغلال عصابات ترويج المخدرات لأدوية خاصة بمرضى السرطان يتم ترويجها وبيعها بمبالغ مالية معتبرة تصل حدود ال8000 دج عن القرص الواحد وتعمل هذه الأدوية التي هي في الأصل عبارة عن مسكنات قوية مفعول المخدر مما جعلها مطلوبة لدى المستهلكين علما ان استعمال هذه الأدوية محدود، بحيث لا يقدم إلا على مستوى المستشفيات كما أن استغلاله التجاري من قبل الصيدليات يعد جد ضعيف لعلمهم باستعمالاته واستغلاله لأغراض أخرى، كما أن الإفراط في أخذ الجرعات اللازمة قد تكون لها نتائج سلبية تؤدي إلى حد الموت. وتشير مصادرنا الأمنية إلى ارتفاع مخيف في استهلاك المخدرات خلال شهر رمضان بحيث ان الإمساك عن تعاطي المخدرات طوال يوم الصيام يدفع بالمستهلكين من أفراد وعصابات إلى استهلاك كميات مضاعفة خلال ساعات الإفطار الليلية بالإضافة إلى لجوئهم لنوعيات ذات تركيب قوي يستمر مفعولها إلى غاية اليوم الموالي، كما أن تشديد مصالح الامن الخناق على المروجين أدى بالمتعاطين إلى اللجوء إلى استهلاك الأدوية والمسكنات القوية التي عوضت القنب الهندي والمخدرات الصلبة والقوية كالكوكايين والهيروين رغم ان هذه الأخيرة سجلت حضورها في رمضان.