استرجعت فرقة الأمن والتدخل للدرك الوطني بمنطقة شات بولاية الطارف 30 كيلوغراما من المرجان كان موجها للتهريب على متن سيارة بالطريق الوطني رقم 44، فيما لم تتمكن من إيقاف صاحبها الذي نجح في الهروب تاركا وراءه هذه الكمية من المرجان. أكدت خلية الاتصال لقيادة الدرك الوطني، أمس، أن فرقة الدرك الوطني ببن مهيدي فتحت تحقيقا للكشف عن تفاصيل القضية والجهات التي تقف وراءها، إذا علمنا أن ظاهرة تهريب المرجان تقف وراءها شبكات مختصة لها امتداد دولي أحيانا تقوم باستخراج هذه الثروة البحرية من شواطئ القالة بالطارف التي تتوفر على كميات هائلة ذات جودة عالية، علما أن هذه الشواطئ معروفة بكثرة مرجانها الذي يعيش في الشواطئ وبالتالي يمكن استخراجه بسهولة. ولا يزال استنزاف الذهب الأحمر (أي المرجان) عبر محور القالة - بجاية، متواصلا بشكل أضحى يهدد ثروة المرجان بالزوال على المديين المتوسط والبعيد· حيث بات المرجان من بين المواد التي تسيل لعاب المهربين المحليين على اختلاف مشاربهم باتجاه إيطاليا والولايات المتحدة، أكبر مستهلكي هذه المادة التي يقدر الكيلوغرام الواحد منها ما بين 40 و80 مليون سنتيم· كما أصبحت سواحل الجزائر بالخصوص في الجانب الجنوبي من البحر المتوسط عرضة لنهب المرجان بشكل خطير وصار محل أطماع المهربين· وتفيد آخر التقارير الأمنية الصادرة هذه السنة بأن عمليات النهب الذي تتعرض له المادة في البحر المتوسط والمحيط الهادي تتسبب في موت بطيء للثروة المرجانية· واستنادا إلى التقارير ذاتها فإن طول المرجان في الجزائر كان تقدر ب50 سنتمترا طولا غير أنه أصبح بنسبة 90 بالمائة لا يتجاوز 3 إلى 5 سنتمترات· ورغم المنع القانوني الصادر في عام 1998 والذي أعيد التأكيد عليه عام 2001 بقرار حكومي بتوقيف استغلال الحقول المرجانية وفق مرسوم تنفيذي في 15 فيفري 2007 فإن نهب المرجان مستمر بصورة متواصلة خاصة بالقالة في الطارف· وتقوم عصابات نهب المرجان بتهريبه إلى أوروبا عبر تونس وإدخاله إلى ايطاليا ليحول ويصنع ثم يتم تسويقه بأسعار باهظة جدا في باقي الدول الأوروبية والولايات المتحدةالأمريكية. وباتت هذه الظاهرة تشكل خطرا على الاقتصاد الوطني وعلى البيئة أيضا بحيث أصبحت تهدد الثروة السمكية وخاصة بعض الأصناف من الأسماك بالانقراض، علما أن بعض الأسماك تستمد لونها وأوكسجينها من المرجان الذي يشكل استخراجه بطريقة عشوائية كارثة على الموارد البحرية.