شهدت شواطئ ولاية وهران ال 34 المسموحة للسباحة خلال شهر رمضان، إقبالا واسعا للشباب والعائلات ليلاو نهارا، حيث فضل معظمهم قضاء سهراته هناك هروبا من الحرارة المرتفعة التي ميزت سهرات رمضان لهذه السنة. رغم أن العطلة الصيفية كانت قصيرة، حيث فصل أيامها حلول شهر رمضان الكريم، إلا أن ذلك لم يقف عائقا أمام المصطافين في استكمال تمتعهم بنسيم البحر ولو من بعيد، بينما هناك من يقصدونه بعد الإفطار للسباحة ومعانقة أمواجه، خاصة الشباب الذي يفضل قضاء سهراته الرمضانية عبر شواطئ المدينة في أجواء من المرح، مع تبادل الأحاديث التي تمتد إلى أوقات متأخرة من الصباح، يتم على إثره تناول وجبة السحور هناك. والملاحظ أن الإقبال على شاطئ البحر لا يقتصر على الشباب فحسب، فالعائلات الوهرانية هي الأخرى وجدت لذاتها متنفسا للتخلص من الروتين وتعب أيام الصيام الحارة، حيث يتسنى لها في تلك الفضاءات إستنشاق الهواء النقي الذي تبحث عنه بعد نهار طويل ودافىء، وهي فرصة أيضا للترفيه عن الأطفال، شاطئ كوراليز والأندلسيات بعين الترك أضحت قبلتهم المفضلة في سهرات رمضان. كما أضحى مؤخرا مركب «نيوبيتش» السياحي يستقطب عددا معتبرا من الزوار من أبناء وهران وبعض العائلات القادمة من المدن الداخلية والصحراء منذ الأيام الأولى من الشهر الكريم، بينما هناك من الشباب من يقصد البحر لممارسة هواية الصيد في الليل، حيث يعمل على استغلال تلك السهرة بغرض الإحتياط لليوم الموالي الذي سيكون أكثر حرارة لا محالة، وقد التقينا بالعديد من الشبان الذين قدموا وهم يرافقون بعضهم البعض لممارسة هواية الصيد من سكان حي المقري «سانتوجان»، حيث وجدوا في شاطئ كوراليس فرصة مناسبة لذلك. كما يستمتع الزوار هناك بمختلف الخدمات التي تقدمها العديد من محلات بيع المثلجات التي يسهر أصحابها على تلبية طلبات الزبائن الذين يبقون هناك حتى بعد منتصف الليل، إلى جانب وجود فضاء تسلية للأطفال. والجدير بالذكر أن شاطئ كوراليس وعيون الترك و«شاطئ جنة الفردوس» المعتاد على تقديم خدماته للمصطافين في فصل الصيف، لم يتوقف عن القيام بذلك في سهرات رمضان، حيث ما تزال الطاولات المصطفة على الرمال منصوبة، ويسهر على تلبية حاجيات العائلات شباب يسترزقون هناك، يسارعون لتقديم خدماتهم بمجرد لمحهم للزوار، حيث يعرضون لهم المساحات العائلية ويضمنون لهم توفر عنصر الأمن الذي يدعمه وجود عناصر الدرك الوطني التي تراقب الشاطئ وتحرص على سلامة المصطافين. أكد لنا ‘'قاسي» وهو من الشباب العاملين هناك، أن أعدادا كبيرة من الوافدين يفضلون البحث عن الاستجمام في هذا الشاطئ بالذات، لأنه يقدم خدمات تليق بالعائلات، فمعظمها تحب تناول المثلجات التي تباع في المحلات الواقعة بمحاذاة البحر، والإقبال تضاعف بشكل كبير، كما أن جل الزوار يفضلون مشاهدة البحر واستنشاق النسيم العليل إلى غاية الساعات المتأخرة من الليل على أنغام الموسيقى وصوت الأمواج.