ألحّ الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السيد السعيد عبادو، أمس الأحد، بالجزائر العاصمة، على وجوب تخليد كل الوقائع والأحداث المرتبطة بالثورة التحريرية بغرض تمكين الأجيال الصاعدة من معرفة التاريخ النضالي المشرف لهذه الثورة المجيدة. وأوضح السيد عبادو في ندوة تاريخية حول أحداث 25 أوت 1958 بفرنسا تحت شعار "الجبهة الثانية لحرب التحرير الوطني" أن على الجميع "الحرص على تخليد كل أحداث ووقائع الثورة التحريرية بما فيها تلك التي عرفت فيها مسيرتها تطورا نوعيا للكفاح المسلح داخل التراب الفرنسي" في إشارة منه إلى الهجمات التي شنت في العديد من المدن الفرنسية في وقت واحد ضد أهداف أمنية واقتصادية فرنسية. وبالمناسبة، ثمن الأمين العام للمنظمة "الدور التاريخي المشهود" لفدرالية جبهة التحرير الوطني في تنظيم تلك الهجمات التي كان الهدف من ورائها تحسيس الرأي العام الفرنسي وجعله يدرك وحشية ما يعاني منه الشعب الجزائري جراء الممارسات الاستعمارية ضده. وذكر المتحدث بأن أحداث 25 اوت 1958 بفرنسا "أدت الى مقتل أكثر من 80 فرنسيا وجرح 180 آخرين مما أجبر الدولة الفرنسية على تجنيد كل قواتها لمواجهة هذه الهجمات المنظمة"، مبرزا في ذات الوقت بأن الأمر "أدى أيضا إلى اشتداد المواجهة داخل الجزائر مما زلزل أركان الدولة الفرنسية وأسقط العديد من حكوماتها وأزال الجمهورية الفرنسية الرابعة". أما المجاهد جيلالي لغيمة العضو في المجلس الوطني للمنظمة الوطنية للمجاهدين فقد استعرض حصيلة الأحداث التي سجلت -كما قال- 242 هجوما نفذ ضد 181 هدفا خلال الفترة الممتدة من 25 أوت الى 30 سبتمبر 1958. وأضاف بأن المناضلين قاموا أيضا بتدمير 56 مركزا مخصصا لتخزين السلاح استنادا الى حصيلة الفرنسيين أنفسهم أنذاك. وركزت شهادات المجاهدين الحاضرين في هذه الندوة من جهة أخرى على "الأهمية القصوى" لهذه الأحداث في تاريخ الثورة التحريرية حيث أكدت الأمينة العامة لفديرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا السيدة وارد نصيرة بان الثورة الجزائرية "انفردت عن غيرها من الثورات في نقل الكفاح المسلح داخل تراب المستعمر". ونوه عدد آخر من المجاهدين من أعضاء الفديرالية من جهتهم بالقفزة "النوعية" التي عرفتها الثورة الجزائرية جراء هذه الاحداث معتبرين اياها "مرجع فخر لهم". وأكدوا بأن ما شهدته معظم المدن الفرنسية يوم 25 اوت 1958 كان نتاج عمل قام به مناضلون "شجعان ومستعدون لكل التضحيات في سبيل تحرير بلادهم". وفي شهر جوان من سنة 1957 قرر عبان رمضان (أحد مهندسي مؤتمر الصومام في 20اوت 1956 الذي هيكل الثورة) تعيين عمر بوداوود لدعم صفوف فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا والتحضير بالتالي لفتح جبهة ثانية للكفاح المسلح داخل التراب الفرنسي. وقد لقي هذا القرار -حسب شهادات المجاهدين- ترحيبا واسعا لتعطى بعدها التوجيهات لمسؤولي المناطق لجمع كل الاسلحة المتاحة والوثائق الضرورية للبدء في تطبيق الاجراءات المتخذة من قبل اللجنة الفدرالية لفديرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا المنعقدة في 4 جويلية 1958 والقاضية بشن هجومات ابتداء من الساعة الصفر من 24أوت من نفس السنة على مستوى كامل التراب الفرنسي.