تجد العائلات السكيكدية بالخصوص البسيطة منها هذه الأيام صعوبات جمة من أجل اقتناء حاجيات الأبناء من المستلزمات المدرسية من ألبسة ومحافظ بسبب غلاء اسعارها التي لم تعد في متناول الجميع بالخصوص العائلات المتوسطة الدخل والكثيرة العدد التي وجدت نفسها مشدوهة من الأسعار المعروضة داخل المحلات التجارية وحتى عند باعة الشيفون فالمآزر الخاصة بالأطفال من الجنسين البالغين من العمر ما بين 06 سنوات إلى 12 سنة لا يقل سعرها عن 800 دج (نوعية رديئة) ويتعدى 1800 دج (نوعية جيدة) أما تلك الخاصة بالبالغين من 15 سنة فما فوق فإن الأسعار تتعدى 2000 دج. كما أبدت العائلات التي تحدثنا معها قلقاً كبيراً جراء ارتفاع الأسعار التي ستضطرهم حتماً التكيف معها حسب طاقة كل عائلة حتى وإن أضحت جلهن تفضل إقتناء القماش من النوع العادي وتفصيل المآزر في البيت على الرغم من أن تكاليف تفصيل المئزر يبقى مرتفعاً، هذا إذا أخذنا بعين الاعتبار نوعية القماش وطريقة التفصيل، فالأبناء كما قالت إحدى السيدات لا يريدون ارتداء أي شيء دون أن تكون له مسحة جمالية فيما ستضطر بعض الأسر الاعتماد على مآزر السنة السابقة وتداولها بين الأبناء من منطلق أن ميزانية العائلات المتوسطة لا تكفي بعد أن أرهقتها مصاريف رمضان والعيد دون نسيان فواتر الهاتف والماء والكراء والكهرباء والغاز التي تهاطلت هذه الأيام على العائلات لتزيدها تأزماً أكثر فأكثر...
محافظ مدرسية ليست في متناول الأسر ونفس الشيء بالنسبة للمحافظ المدرسية التي وصلت اسعارها إلى حد لا يطاق على الإطلاق سواء كانت من النوعية الجيدة التي يصل سعر المحفظة الواحدة لأكثر من 2500 دج أو من نوعية رديئة بسعر يتراوح ما بين 800 دج إلى 1200 دج أو أكثر، وخلال زيارتنا لبعض المكتبات وجدنا العديد من الأسر في حالة تردد أمام الارتفاع الفاحش وغير المبرر للأسعار، إحدى السيدات أكدت لنا بأنها جابت أكثر من 10 مكتبات بمدينة سكيكدة ولم تجد الأسعار التي تتناسب وميزانيتها مشيرة إلى أنها لا تدري هل ستتمكن من شراء 05 محفظات جديدة أم تكتفي بشراء محفظتين فيما سيتم الاعتماد المحافظ القديمة التي تحتاج إلى بعض التحسينات، أما عامل بالبلدية لا تتعدى أجرته الشهرية 20 الف دج قد أشار إلى أنه سيضطر إلى الاستدانة حتى يرضي أبناءه الست إحداهم تدخل لأول مرة إلى المدرسة أما الكبرى فقد إنتقلت إلى الثانوي.
التعاونيات الاستهلاكية والخدمات الاجتماعية هي الحل أما البعض الآخر ممن تحدثنا معهم وجلهم من العمال فقد أجمعوا على أن أملهم يبقى قائماً فيما ستقدمه لهم الخدمات الاجتماعية للمؤسسات التي يشتغلون فيها كالبلدية ومؤسسات اقتصادية عمومية، عند هذه النقطة صرح لنا عامل يشتغل بالمؤسسة المينائية لسكيكدة عن الأهمية التي تمثلها المساعدة التي تقدمها الخدمات للعمال خاصة توفير الأدوات المدرسية لأبنائهم فيما أكد عامل آخر على ضرورة إعادة تعميم فتح التعاونيات الاستهلاكية العمالية على مستوى كل المؤسسات والشركات والإدارات حتى تساهم في التخفيف من أعباء السوق التي تشهد لهيباً غير مسبوق في الأسعار ومنه تمكين العمال من اقتناء ما يحتاجونه لأبنائهم بأسعار تنافسية معقولة خاصة في مثل هذه المناسبات كالدخول المدرسي...