يتطرّق الممثّل المسرحي سامي ذبيلة المشارك مؤخّرا في مهرجان المسرح المحترف بالجزائر العاصمة، ضمن المسرح الجهوي لبجاية بمسرحية “لالة والسلطان”، إلى عدّة جوانب تتعلّق بالمسرح الجزائري على غرار الاقتباس، ومشاركة المرأة في التمثيل، بالإضافة إلى إنتاجهم الأخير، في هذا الحوار المقتضب... ”المساء”: تشكّل “لالة والسلطان” المسرحية التي شاركتم بها ضمن منافسة مهرجان المسرح المحترف، ماذا يمكنكم القول عن هذه المشاركة؟ سامي بوذبيلة: اعتاد المسرح الجهوي لبجاية أن يحمل في كلّ طبعة الجديد للجمهور المحبّ للمسرح، وفي هذه الدورة شارك المسرح الجهوي “عبد المالك بوقرموح” بمسرحية “لالة والسلطان” التي تجاوب معها الجمهور كثيرا، وقام باقتباسها عمر فطموش عن رواية لتوفيق الحكيم، وتعالج موضوع العبودية معتمدا في ذلك على طريقة العبث، إلى جانب فواصل للفكاهة والإيحاءات السياسية. - ما هي الرسالة التي تحملها “لالة والسلطان”؟ * العبودية في الوقت الحالي لا يقصد بها بيع وشراء العباد، كما كانت تحدث في رواية توفيق الحكيم، وإنّما العبودية هي الجهل، وإذا ما طالبنا بالانعتاق سنطالب بأمور كثيرة وعلى رأسها القضاء على الأمية أو التحرّر المادي والفكري. -وكيف تقيّمون العروض المسرحية المشاركة في المهرجان؟ * بالنسبة لنا، اعتقد أنّنا قدّمنا عرضا لائقا، كما أشيد بالمستوى الرفيع للفرق المشاركة، وحسب ما لاحظته شخصيا، هناك تحسّن في الجوانب التقنية والسينوغرافيا التي صاحبت العروض مقارنة بالطبعات السابقة. - هل تعتبرون اللجوء إلى الاقتباس من النصوص العالمية ظاهرة صحية قد تفيد المسرح الجزائري؟ * تمنيت أن يكون الاقتباس متغذيا من تراثنا المحلي الجزائري، حتى لا نحدث فجوة أو نحدث قطيعة مع تراثنا، كما أنّ اللغة المستعملة في حدّ ذاتها تضرّ بالنصوص المسرحية، ومع الوقت ستقتل روح الإبداع والأمر موجود بصفة عامة في كل المسارح الوطنية. - نعرّج على موضوع آخر متّصل بحضور المرأة بالمسرح الذي تشتغلون فيه، هل يعاني مسرح بجاية من مشكل نقص التواجد النسوي؟ * لا توجد إشكالية بالمسرح الجهوي “عبد المالك بوقرموح” في هذا المجال، بالعكس فعدد الممثلات أكثر من الممثلين، يحببن المسرح فحدث تعايش جميل بينهن وبين الخشبة والجمهور البجاوي المتشبّع بالثقافة ولا يؤمن بالفوارق الجنسية ويعتقد أنّ الإبداع والعطاء ليس له جنس ذكر أو أنثى، وأؤكد أنّ المسرح النسوي بالجزائر بخير وهو في طريق التألّق.