تستعد الأمة الإسلامية هذه الأيام للاحتفال بشعيرة دينية إحياء لسنة نبينا إبراهيم عليه السلام، وعلى غرار باقي الدول الإسلامية، تولي الجزائر هذه المناسبة أهمية كبيرة تظهر من خلال جملة الاستعدادات التي تحضر احتفالا بالمناسبة، وعلى الرغم من غلاء أسعار الأضاحي، إلا ان العائلات الجزائرية لم تتنازل عن الأضحية حتى وان كان شراؤها يتطلب اقتراض المال. الزائر لمختلف الأسواق هذه الأيام يشعر باقتراب عيد الأضحى المبارك الذي يظهر من خلال جملة الأدوات التي يعرضها التجار على واجهات محلاتهم لاستقطاب الزبائن او لتذكيرهم بما ينبغي شراؤه من مستلزمات ضرورية، ومن جملة السلع السكاكين التي عرضت بأحجام مختلفة، حيث يشرح لك البائع الدور المنوط بكل واحد بداية من عملية الذبح، إلى السلخ وصولا إلى التقطيع، ناهيك عن الشوايات المختلفة الأحجام والأشكال، وكذا الفحم الذي أضحى من أهم المقتنيات عند الحديث عن الاحتفال بعيد الأضحى، وهو ما أكده لنا بائع خردوات ببوزريعة، حيث قال “ان كمية الفحم التي جاء بها نفدت بسبب كثرة الطلب، لذا قرر جلب كمية أكبر إلى جانب الشوايات والحبال التي لقيت هي الأخرى طلبا كبيرا. ولان الحديث عن الاستعداد للاحتفال بعيد الأضحى يقودنا للحديث عن جملة التحضيرات التي تسارع إليها المرأة الجزائرية، قامت “المساء” بجولة استطلاعية بسوق الأبيار أين احتكت ببعض النسوة اللاتي كن يبحثن عن مختلف الأماكن التي تباع فيها مستلزمات الأضحية بعد أن تم تنظيف الأسواق من الباعة غير القانونيين كان يعرف عنهم إغراء الأسواق بمثل هذه المستلزمات. ومن بين المستجوبات السيدة “فريدة. ب« التي حدثتنا عن جملة الاستعدادات قائلة “بعد جهد جهيد تمكن زوجي من اقتناء أضحية صغيرة تتماشى ودخله البسيط، وبعد أن ضمنت الأضحية، ها أنا اليوم أبحث عما يلزمني، فعملية ذبح الأضحية تتطلب السكين الحادة ومن ثمة أحرص على شرائها، إلى جانب اقتناء مجموعة أخرى من السكاكين لعملية التنظيف. وكما تعرفون الأطفال يحبون أكل المشوي من أجل هذا احرص أيضا على اقتناء بعض الشوايات دون أن أنسى بعض أنواع التوابل، مثل رأس الحانوت والكمون والملح لتنظيف وتجفيف (الهيدورة) وبعض الحبوب الجافة على غرار الحمص الذي لا تحلو أطباقنا في غيابه”. من أهم الأطباق التي تحرص السيدة فريدة على طبخها تقول “ في اليوم الأول أحضر (البوزلوف)، أما الكسكسي فأفضل طبخه في اليوم الثاني، إذ يقصدني فيه الكثير من الضيوف، من اجل هذا أقوم أيضا بشراء كمية معتبرة من الكسكسي وبعض السميد للعجن حتى لا اشغل بالي بالتفكير في الخبز إذ أقوم بإعداد كمية معتبرة من المطلوع عشية العيد، وأقوم بتسخينه فقط لان الأضحية تتطلب مني الكثير من الوقت والجهد”. أما السيدة كريمة التي كانت تقتني بعض الأكياس البلاستيكية بسوق الأبيار، فحدثتنا قائلة “لم يثن غلاء الأضحية من عزيمتنا في الشراء لأننا حريصون على تطبيق سنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقد خصصت لها مكانا بزاوية المنزل، ها أنا اليوم أتجول في السوق لشراء بعض اللوازم التي احتاج إليها، ومنها السميد لإعداد حلوى المقروط، وحتى اعجن خبز المطلوع لأتجنب أزمة الخبز التي تعودنا عليها، كما أقوم أيضا بشراء بعض الأواني والأكياس البلاستيكية التي أخزن بها اللحم دون أن أنسى السكاكين التي يكثر عليها الطلب يوم العيد من اجل عملية السلخ والتقطيع”. وأضافت قائلة “من بين الأطباق التي احرص على طبخها في الأيام الأولى من العيد البكبوكة، والعصبان، والكسكسي، من اجل هذا أقوم أيضا بشراء ما يلزمني من لوازم الطبخ وتحديدا التوابل وبعض الخضار، وخاصة الكوسة واللفت الذي يبدو لي أن سعره قد ارتفع قليلا دون أن أنسى الليمون الذي يصاحب أطباق المشوي”. لدى تجولنا بالسوق وقفت “المساء” على طوابير من النساء مصطفة حول بائع الخردوات يحملن في أيديهن القدر المضغوط، اقتربنا من السيدة سعاد التي شرحت لنا سبب التجمع حيث قالت “ القدور المضغوطة عادة ما تتعرض للانسداد نتيجة الطبخ المستمر بها من أجل هذا نأتي بها الى بائع الخردوات حتى يقوم بتسريح (الصفارة) ليتسنى لنا الطبخ بها من دون مشاكل لأننا في عيد الأضحى نعتمد عليها لطبخ اللحم سريعا”. وفي ردها عن سؤالنا حول الأعمال التي تقوم بها استعدادا للعيد قالت “ املك في منزلي بعض السكاكين و(شاقورة) أفكر هذه الأيام في سنها، كما أقوم أيضا بشراء بعض لوازم الحلوى فلا يخفى عليكم ان العيد مناسبة نستقبل فيها الضيوف ومن ثمة ينبغي على الأقل ان نعد صنفين من حلوياتنا التقليدية دون ان انسى شراء بعض التوابل لتعطير اللحم على غرار القرفة، رأس الحانوت والفلفل الأسود، وبعض الخضار الضرورية لطبخ اللحم وتحديدا اللفت، الى جانب الحنة التي تعد من رموز الاحتفال بعيد الأضحى إذ نقوم بطلي جبين الأضحية عشية العيد”.