أكّد الفنان التشكيلي ورئيس جمعية “البصمة” للفنون التشكيلية لسيدي بلعباس، فريد داز، خلال المحاضرة التي ألقاها على هامش الطبعة الثانية للصالون الوطني للفنون التشكيلية بوهران، والموسومة ب«هوية الفن التشكيلي الجزائري”، أن بداية الفن التشكيلي بالجزائر كانت خلال الحقبة الاستعمارية وتأثّر الفنانين المستشرقين بالثراء والتنوّع في الثقافة الجزائرية آنذاك، على غرار الفنان التشكيلي المستشرق نصر الدين ديني الذي وضع اللبنة الأولى للفن التشكيلي بالجزائر واعتنق الإسلام نتيجة تأثره بطبيعة وخاصية المجتمع الجزائري، كما حارب الاستعمار من خلال معالجته في لوحاته الممارسات الاستعمارية ضدّ الشعب الجزائري. ثم جاءت بعده مجموعة من الفنانين التشكيليين الجزائريين منهم؛ ميلود بوكرش من مدينة سيدي بلعباس، زميرلي من تيزى وزو، ساحولي وعبد الحليم همش من تلمسان، لتظهر مع بداية 1930 تيارات وحركات فنية عديدة، على غرار تيار المنمنمات التي اعتمدها الفنان محمد راسم، حيث استخدم التراث الجزائري إبّان الحكم العثماني في فنه، مخلّدا بذلك الهوية الجزائرية التي أراد المستعمر طمسها إلى جانب عمر راسم، محمد خدة ومحمد اسياخم الذين يعتبرون من روّاد مدرسة الحداثة في الفن التشكيلي بالجزائر، حيث تغذّت أعمال الفنان محمد اسياخم بالحقد والعنف الذي سبّبه له المستعمر الفرنسي، فيما وظّف الفنان محمد خدة الحرف العربي كلغة بصرية في أعماله الفنية. من جانب آخر، استطاع جيل ما بعد الاستقلال من الفنانين التشكيليين الجزائريين أن يخلقوا تيارا فنيا استمد عمقه من التراث الجزائري، أطلق عليه حركة “لوشام” الذي يمتد إلى إنسان ما قبل التاريخ، معتمدين على توظيف رموز الوشم التي كانت ترسم على وجه وأيدي النسوة الجزائريات خلال تلك الحقبة كنوع من التجميل ونجدها كذلك مرسومة في الأواني الفخارية والزرابي.