تقاطعت ردود الأفعال في مختلف الدول العربية امس حول دعوة فرقاء الأزمة البنانية إلى وقف الاقتتال فورا والعودة إلى طريق الحكمة والعقل من أجل حل خلافاتهم بعيدا عن لغة السلاح التي يدفع ثمنها الشعب اللبناني. وعرضت العديد من العواصم العربية مبادرات لاحتواء الوضع العسكري المتوتر في لبنان وإنهاء الاقتتال بين عناصر المعارضة بقيادة حزب الله والموالاة المناهضين لسوريا. وفي هذا السياق دعت العربية السعودية إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لمناقشة آخر التطورات التي يشهدها لبنان وتداعياتها على الوضع الداخلي والإقليمي والخروج بحل ينهي حالة الاقتتال. وكانت السلطات المصرية قد أعطت موافقتها على عقد هذا الاجتماع على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي. وقال دبلوماسي مصري رفض الكشف عن هويته أن مصر وبلدان عربية أخرى في إشارة إلى العربية السعودية وعددا من دول الخليج ابدت انزعاجا للتصرفات السيئة التي ينتهجها حزب الله في لبنان. وأكد أن هذه الدول لن تسمح بان تستمر جهة مدعومة من قبل إيران في تسيير شؤون لبنان في إشارة واضحة إلى حزب الله والذي تتهمه كل من الرياضوالقاهرة بتطبيق املاءات طهران ودمشق مما تسبب في إطالة أمد الأزمة اللبنانية. من جهته كشف الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن مقترح يقضي بتفويض قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان لإدارة الحوار في لبنان، وتحمل مسؤوليته في الحفاظ على امن واستقرار ووحدة لبنان الوطنية بقناعة انه يحظى بتأييد طرفي الازمة المحتدة في لبنان. وقالت مصادر إعلامية يمنية وجود اتصالات بين وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بهدف احتواء الوضع المتدهور في لبنان. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قطع زيارته إلى الولاياتالمتحدة وعاد على عجل إلى القاهرة لمتابعة تطورات الازمة اللبنانية عن قرب ومناقشة تداعياتها من خلال دراسة إمكانية عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب. وفي سياق استمرار ردود الأفعال العربية حول ما يجري في لبنان اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن ما يحدث في لبنان هو شأن داخلي وأعرب عن أمله في أن يتوصل الفرقاء اللبنانيون إلى تسوية الوضع المتأزم عن طريق الحوار. وجاءت تصريحات الرئيس السوري إثر إجرائه لمحادثات بدمشق مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ال الثاني الذي أعرب بدوره على نفس الموقف. من جهته عبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن قلقه البالغ إزاء الأحداث المأساوية التي يشهدها لبنان ودعا الأطراف اللبنانية إلى ترك لغة السلاح والعودة إلى طريق الحوار من اجل تجنيب البلاد المزيد من المآسي والدخول في متاهة الحرب الأهلية التي سبق للبنانيين أن عايشوا مرارتها لقرابة 15 سنة. ووجه الأزهر الشريف نداء عاجلا لأبناء الدولة اللبنانية بان يبتعدوا عن كل قول أو فعل يؤدي إلى اشاعة الفوضى والاضطرابات وما يترتب عن ذلك من عواقب سيئة للبنان هو في غنى عنها. وجاء في بيان اصدره شيخ الأزهر الدكتور سيد طنطاوي أن الأزهر الشريف الذي أحزنه ما يدور في لبنان من فتن يدعو أبناء لبنان جميعا باختلاف انتماءاتهم وطوائفهم ومذاهبهم لان يتعاونوا على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان. ودعاهم للعمل على حل مشاكلهم بالحوار والقول الكريم والفعل الايجابي السليم الذي يعيد إلى لبنان أمنه ورخاءه وإستقراره.