أثار التدهور المفاجئ في الوضع الامني في لبنان والانزلاق العسكري الذي أودى بحياة 11 شخصا ردود فعل دولية متباينة. وسارعت الولاياتالمتحدة إلى اتهام حزب الله بالعمل على بناء دولة داخل دولة حيث ندد سفير الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة زلماي خليل زاد بما وصفه تدخل دول في المنطقة في تأجيج الوضع في لبنان في إشارة واضحة إلى سوريا وإيران اللتين تتهمهما واشنطن بالعمل على تعميق الأزمة اللبنانية. وحث خليل زاده مجلس الأمن على بحث خطوات إضافية والتحرك بما في ذلك فرض عقوبات إذا لم تقم سوريا وحزب الله بمساعي لتسوية الأزمة. وهو نفس الموقف الذي عبرت عنه منظمة الأممالمتحدة التي أعربت عن دعمها للحكومة اللبنانية ودعت إلى التهدئة وإعادة فتح الطرق التي أغلقها سواء أنصار المعارضة أو أنصار الأكثرية النيابية. وكان تيري رود لارسن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى لبنان اتهم في تقرير رفعه إلى مجلس الأمن الدولي حزب الله بإنشاء هيئات موازية للهيئات الرسمية في لبنان وهو مااعتبره بمثابة تهديد للسلم والأمن في كل المنطقة. ودعا مجلس الأمن الدولي جميع الأطراف اللبنانية إلى الهدوء وضبط النفس والعودة إلى الحوار السلمي لحل الأزمة. من جانبه أعرب رئيس الدبلوماسية الألمانية فرانك والتر ستينمير عن قلق بلاده العميق لموجة العنف التي يشهدها لبنان ودعا الفرقاء اللبنانيين الإسراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد لملء الفراغ الرئاسي الذي يشهده هذا البلد منذ أزيد من خمسة أشهر. وأكدت السلطات الفرنسية التي سبق وأن قادت مساعي وساطة لحل الأزمة اللبنانية أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام الوضع المأساوي الذي يمر به لبنان. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير، أن الوضع جد خطير ويجب بأي ثمن تفادي غرق البلاد في متاهة الحرب الأهلية.ودعا كل الأطراف إلى وقف القتال فورا والعودة إلى طاولة الحوار لحل خلافاتهم. ووسط استمرار ردود الأفعال الدولية دعا وزير الاتصال اللبناني مروان حماده الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى ممارسة ضغوط حقيقية على سوريا وإيران لمنع لبنان من الانزلاق باتجاه اقامة نظام أصولي. ولكن إيران التي تتهمها حكومة السنيورة ومختلف الدول الغربية على تقديم الدعم لحزب الله بهدف تأجيج التوتر في لبنان حملت مسؤولية الانزلاق العسكري الذي يشهده لبنان منذ نهاية الأسبوع لعدويها اللذوذين إسرائيل والولاياتالمتحدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني، أن التدخلات غير المسؤولة للولايات المتحدة وللنظام الصهيوني هي السبب الرئيسي للفوضى المتأججة في لبنان. وأعرب عن أمله في يقوم المتسببون في الأزمة اللبنانية على تهدئة الوضع والعمل على استرجاع الأمن والاستقرار في هذا البلد الذي يعيش حالة فراغ رئاسي غير مسبوقة.