أكد وزير الإعلام السابق، الدكتور محي الدين عميمور، أمس، خلال فوروم جريدة "الوسط" أنه لابد من وجود مؤسسة لمتابعة الساحة الإعلامية نظرا لكون الإعلام قطاعا استراتيجيا، وعلى وزارة الإعلام إعداد المعطيات الضرورية لتحسين العمل الصحفي من خلال السهر على تنظيم دورات تدريبية سنوية مع تسهيل الوصول إلى مصادر الخبر، واعترف عميمور بوجود عدة عقبات في تسيير قطاع الإعلام، خاصة بعد تعيين أزيد من 10 وزراء على رأس القطاع خلال العشر سنوات الأخيرة. وبخصوص رأيه كمثقف في موقف الجزائر حيال القضية السورية وأزمة مالي، أكد أنه لا يؤمن بمنطق عدم التدخل فلا يمكن للجزائر أن تبقى في عزلة عما يجري من حولها. أبدى الوزير السابق للإعلام، امتعاضه من الظروف الحالية، التي يعاني منها قطاع الإعلام، مؤكدا أن عدم وجود ممثلين للصحفين يعملون على رفع انشغالاتهم والمطالبة بتحسين ظروفهم وراء تدني الوضعية الاجتماعية للصحفي، كما أن أصحاب بعض الصحف تسعى وراء الربح أكثر من العمل على تطوير الساحة الإعلامية، مشيرا إلى أنه في الفترة التي نصب فيها على رأس وزارة الإعلام بين 2000 و2001 حاول إصلاح العديد من الأمور على غرار عدم السماح لأي كان بفتح جريدة خاصة لمن لا يقطنون في الجزائر، مع ضرورة إبراز مصادر التمويل والجهة التي تنتمي إليها الصحف، إضافة إلى الحرص على تكوين الصحفيين والسماح لهم بالاستفادة من دورات تدريبية سنوية، غير أن هذه الاقتراحات لم تر النور لعدة أسباب أرجعها المتحدث إلى الهجمات المعاكسة التي كان يتعرض لها من بعض الصحفيين دون وجه حق. كما استغل المحاضر فرصة الندوة لدعوة الصحفيين إلى التحرك بغرض تغيير الأوضاع الراهنة وإنشاء نقابة مستقلة تساعدهم على ممارسة عملهم بشكل جيد، مؤكدا أن وجود وزارة للإعلام أمر أكثر من ضروري في الوقت الراهن بغرض متابعة كل ما يجري في الساحة الإعلامية وتوفير كل المعطيات بما يخدم تحسين العمل الصحفي، حيث أن هناك ارتباطا وثيقا بين السلطة والصحافة. وبخصوص نشاط عدد من القنوات التلفزيونية الخاصة دون الحصول على ترخيص، أشار المحاضر إلى ضرورة وضع خطة استراتيجية لتنظيم ومراقبة نشاط مثل هذه القنوات، مبرزا أن الرهان الحقيقي لقطاع الإعلام اليوم هو بناء إعلام قوي ونزيه موحد الجهود ويحترم الأداء ويسمح للجزائر مستقبلا بالحفاظ على قوتها في الساحة العالمية. وبخصوص موقف الجزائر حيال القضية السورية وأزمة مالي، أكد عميمور أن فكرة عدم التدخل غير سليمة وتترك الفرصة للعديد من الجهات الخارجية التي لها أطماع في الجزائر، وللإعلام دور كبير في تحديد المواقف حيال العديد من القضايا والأزمات، وعليه فلا يعقل أن تبقى الجزائر في عزلة عما يجري من حولها، ويجب تنصيب خلية أزمة تضم العديد من الأطراف من دبلوماسيين ومثقفين وسياسيين يدرسون الأوضاع ويقدمون مجموعة من الاقتراحات للمسؤول عن البلاد بغرض اتخاذ موقف مسؤول، فالجزائر من منطلق أنها مصنفة من بين أهم القوى الإفريقية، يجب أن تتدخل في كل ما يجري في الساحة العربية والإفريقية بأسلوب مناسب. وعن رأي المحاضر بخصوص قضية اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين، أشار إلى أنه منزعج ولا يملك أي اقتراح، في حين دعا السلطات العليا في البلاد إلى استغلال فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعهدة ثانية بغرض تشجيع الدول العربية على توحيد جهودها في قوة واحدة تكون متكاملة الأداء لتحقيق إجماع عربي بخصوص القضية الفلسطينية.