للمرة الثانية، تم بالجزائر، إحياء الاسبوع العالمي للمقاولاتية الذي امتد من 12 إلى 18 نوفمبر، وذلك بجملة من النشاطات التي احتضنتها هذه السنة 15 ولاية في اغلب مناطق الوطن، في حين لم تشارك إلا أربع ولايات العام الماضي. وتميز إحياء هذه المناسبة بتنظيم مسابقة لاحسن المشاريع الشبانية، انتهت بتتويج خمسة من بين 70 مشاركا. لكن هذا التتويج لن يكون النهاية، بل بداية لخطوات عملية لهؤلاء الشباب الذين يأملون في أن يدخلوا عالم المقاولة بقوة. ذلك ما أكدته السيدة فتيحة راشدي مسيرة مدرسة التسيير والتعليم الالي "ابن سينا" -التي تعد شريكا في تنظيم مختلف التظاهرات التي عرفها هذا الاسبوع في إطار برنامج شبكة الشراكة من أجل التنمية الاقتصادية بشمال افريقيا "ناباو-الجزائر"- أمس، في تصريح خصت به "المساء"، إذ أشارت إلى أن إجراء المسابقة لا يهدف إلى مجرد تتويج الفائزين فقط كما هو معمول به في العادة "نحن لانريد أن نعمل بهذه الطريقة، إن المتوجين وكل الشباب الذين قدموا مشاريع في إطار هذه المسابقة التي أعلنا عنها في أكتوبر الماضي، سيستفيدون من ورشات تكوينية وكذا من مرافقة تسمح لهم بمعرفة أفضل الطرق لانجاز مشاريعهم، فنحن كمدرسة في التسيير ندفع بطلابنا إلى التوجه نحو المقاولة بدل التوظيف، ولذا نشجعهم للسير في هذا الطريق". وتعد المسابقة الهادفة إلى تحفيز الشباب الحاملين لمشاريع موعدا سنويا شرع في تنظيمه على مستوى ولايات الغرب، لكن الهدف كما تقول السيدة راشدي هو إشراك كل جهات الوطن فيه، من خلال تنظيم ملتقيات جهوية ثم ملتقى وطني. وعرف هذا العام إشراك عدد أكبر من الشباب من مختلف الجهات. فمن أربع ولايات العام الماضي إلى 15 ولاية هذه السنة، تطور نوعي ترجعه محدثتنا إلى المجهودات التي بذلت من طرف الجهات المنظمة لاستمالة الشباب وتحسيسه بأهمية المشاركة في التظاهرات الخاصة بأسبوع المقاولاتية، لأنها تنشر في موقع الشبكة وهو مايسمح للشباب الجزائري بتكوين علاقات مع شباب من دول أخرى وبالتالي توسيع آفاقهم وعلاقاتهم، باعتبار أن المسابقة نفسها تنظم في 130 بلدا في العالم. وتوج خمسة فائزين من المشاركين، الثلاثة الاوائل من العاصمة حملوا مشاريع في مجالات مختلفة. الاول فاز عن مشروع في مجال التسيير اللوجستيكي يخص إنشاء شركة لمراقبة تمركز الشاحنات عبر تقنية "جي بي اس" وكذا حمولتها. ويتعلق المشروع الفائز بالمرتبة الثانية بمؤسسة تنجز شرائح خاصة بأحذية فاقدي البصر يتم ربطها بجهاز ايفون وتسمح بتنبيههم بمختلف العوائق التي يمكن أن تعترضهم في الطريق. في حين فاز بالمرتبة الثالثة مشروع يخص إنجاز أنابيب المخابر. ومنحت جائزة لشاب من وهران عن مشروع في مجال التجارة الالكتررونية، ومن نفس الولاية تحصلت مقاولة شابة على جائزة تشجيعية عن مشروع صناعة مواد تجميلية وماكياج من مواد طبيعية كزيت الزيتون. وتشدد السيدة راشدي على أهمية المسابقة، ليس من باب التنافس فقط وإنما لأنها سمحت للشباب المشاركين بالاستفادة من دورات تكوينية "فأغلب الشباب يملكون الافكار لكن ليست لديهم القدرة على إنجاز مشاريعهم حتى بتوفر الإمكانيات". وعن مدى توفر الظروف الملائمة التي تشجع المقاولاتية لدى الشباب،ت قول محدثتنا أن الجزائر لديها أفضل الاجراءات الخاصة بإنشاء مؤسسات، لكن المشكل المطروح هو منهجية العمل، وتوضح "نحن نبدأ من المرحلة الأخيرة أي بمنح القروض، لكن من المفروض أن نبدأ بتكوين ومرافقة صاحب الفكرة ودراسة جدواها حتى يعرف الشاب إن كان يسير في الاتجاه الصحيح، أما التمويل فيمنح في مرحلة ثانية".