ليس بخاف على أحد الأزمة التي تسربت الى أوصال جمعية وهران في الفترة الأخيرة، حيث كان يكفي سقوطها أمام اتحاد الحراش لتنفجر الأوضاع بداخلها، ويبدأ التراشق بالاتهامات بين ماسكي زمام الأمور الإدارية الحاليين والمعارضة ولم يجد البعض غير الصحافة لنشر الغسيل الوسخ للفريق، وتعمق الخلاف الى أن وصل الى حد مقاطعة الأنصار للمباريات، وقد وقفنا على هذا الوضع بمناسبة لقاء الجمعية بضيفها أمل بوسعادة، وهي المناسبة التي اغتنمناها للتقرب من رئيس فرع كرة القدم، السيد العربي أومامار، للحديث عن أزمتها فكان هذا الحوار:
-بداية أين وصلت الأزمة التي هزت جمعية وهران مؤخرا؟ *الأزمة لا تزال تراوح مكانها، لقد عشناها منذ الاستقلال ولا نزال نعيشها... لكن أؤكد أن آخر لاعب تحصل على الشطر الأول من منحة الإمضاء، وسيتحصل جميع اللاعبين على الشطرين الثاني والثالث المتبقيين فور امتلاء خزينة الفريق التي فرغت لكثرة المصاريف، ففضلا عن مستحقات اللاعبين هناك عشرة تنقلات الى شرق البلاد، وكل تنقل يكلف ما لا يقل عن 50 مليون سنتيم، وسفرنا كان دائما بواسطة الطائرة، ومن تنقل بغير هذه الوسيلة فليتكلم، وعندما نرى تشكيلة الفريق مكتملة اليوم فهذا مفرح. -وما مصدر هذه الفرحة مادام الفريق لم يحقق الصعود؟ *أنا سعيد لأن أصحاب الشأن الإداري بجمعية وهران، يؤدون عملهم على أكمل وجه، ولكم دليل آخر على ذلك، هو تكفلنا بإقامة 12 لاعبا تكفلا تاما، وهم اللاعبون القاطنون خارج مدينة وهران كبوزياني، لحواسة، قسطالي، سدود، خدير، صحراوي وغيرهم... -وماذا عن قضية حجز مقر النادي؟ *نذكر الجميع أن مساعدات الدولة لفريقنا بلغت 1.380 مليار سنتيم لم يبق منها فلس واحد، لقد اجتهدنا في جمع 153 مليون سنتيم حتى نبعد خطر العجز عن مقر الفريق. -لم تذكر مساعدة شركة سوناطراك الأخيرة؟ *النسبة الكبيرة من هذه الإعانة المالية رجعت الى اللاعب السابق زروقي سيد أحمد، الذي كان يدين للفريق بمبلغ مالي معتبر، وأريد إضافة شيء آخر... -تفضل؟ *الذين يكثرون الكلام، عليهم طرح سؤال حول السبب الذي يجعل المدرب شارف يبقى في الفريق رغم كل هذه المصاعب، فلولا اقتناعه بجدوى العمل الذي يقوم به والذي سيؤتي أكله في المستقبل لما تسمك بمواصلة المسيرة معنا. -لو طلبنا منك كشف المستور والأزمة المتبقية التي تضرب الجمعية، فماذا تقول؟ *أقول أن الأزمة في الجمعية العامة، لقد كثر الكلام وقل الفعل، ونحن نقول للجميع أبواب الفريق مفتوحة لمن يريد مساعدته بآرائه أو أمواله، وخاصة الأموال، لأنه بحاجة ماسة اليها فنحن نعتمد على أنفسنا لتدبير الشأن المالي. -فرق عديدة تعيش أزمات متشابهة تقريبا، ووجدت في لاعبيها القدامى احتضانا معنويا على الأقل، لكن لمسنا غياب ذلك في جمعية وهران، ما تعليقكم؟ *سندعو بعض اللاعبين القدامى الحقيقيين كابن ديدة، قمري، محمد رضوان، بوكار، تسفاوت، بلخطوات، فاضل، وغيرهم من الذين ظلوا أوفياء لألوان النادي حتى اعتزالهم، كما نتطلع إلى دعوة الرؤساء السابقين ونجلس جميعا للبحث في مسببات هذه الأزمة التي ألمت بفريقنا والبحث عن حلول لها، وأصارحك القول أن مستقبل جميعة وهران في خطر في ظل شح المال، حتى أننا نجد صعوبات كبيرة في جمع 10 ملايين سنتيم نفقات أسبوع كامل لجميع الفئات الكروية. -وقد يزيد الطين بلة انتهاء مدة عقود بعض اللاعبين الأساسيين؟ *هناك خمسة لاعبين ستنتهي عقودهم شهر جوان القادم، لكن بومشرة سليم أبدى رغبته في الاستمرار معنا، وخدير وصحراوي أعطيا موافقتهما المبدئية للبقاء في الفريق، ثم هناك سدود، عواد، ولوكيلي الذين يودون إنهاء مسيرتهم الكروية بالجمعية. -وكيف تبدو لك الآفاق في ظل هذه المشاكل؟ *أرى أن الآفاق جيدة، فنحن نتطلع إلى بناء فريق على أسس صحيحة وركائز قوية، بفضل تضاهر الجهود، بما فيها السلطات المحلية التي عليها مساعدتنا، فكل الفرق الوهرانية تقريبا تدنى مستواها بشكل كبير وقد ترهن الفاقة المالية التي تعيشها مستقبلها، خاصة في ظل تفاقم ظاهرة الرشوة التي ضربت كرة القدم في بلادنا في الصميم، وأصبح السبيل معبدا لمن له وفرة من مال، ففريقنا ما كان له ليفقد المرتبة الأولى التي أنهى بها مرحلة الذهاب لو تيسر له المال الكافي في مرحلة العودة، حيث وجد صعوبة في مقارعة ستة أندية، الواحد منها أنفق لحد الآن ما لا يقل عن 12 مليار سنتيم، كما أن فريقنا لم يحد عن هدفه الذي رسمه لنفسه، ألا وهو بناء فريق مستقبلي بالاعتماد على التكوين. - ماذا تريد أن تضيف؟ * هي عبارة عن نداء أو جهه إلى السلطات المحلية قصد مساعدتنا في تكوين وبناء فريق جيد، وأكرر القول أن الأبواب مفتوحة لمن يريد الحديث عن مستقبل جمعية وهران، لكن بطريقة حضارية وبمقر الفريق وليس على صفحات الجرائد.