يحيي العالم في كل فاتح ديسمبر اليوم العالمي لمكافحة داء السيدا بتقديم الأرقام والتطورات الحاصلة في سبيل حصر هذا الفيروس ومنع انتشاره السريع.والجزائر تبذل منذ سنوات جهودا من أجل التحكم في انتقاله، لاسيما في السنوات الأخيرة، التي عرفت ارتفاعا محسوسا في عدد الحالات، حيث أحصى المخبر المرجعي لفيروس فقدان المناعة المكتسبة لمعهد باستور من جانفي إلى سبتمبر 2012 حوالي 73 حالة جديدة بين إيجابيي المصل وحاملي أعراض الإصابة بالمرض. وفي إحصائيات جديدة كشف عنها بالمناسبة، أوضح المخبر أن الشريحة العمرية 35-39 سنة تأتي في مقدمة الحالات المسجلة ب 13 حالة تليها الشرائح 40-44 سنة و45-49 سنة ثم 50-54 سنة، وبالنسبة للأطفال فتأتي شريحة العمر 0-4 سنوات في المقدمة ب 5 إصابات ثم 5-9 سنوات بحالتين. ويقول المخبر إن الرجال هم الأكثر إصابة بالفيروس ب 44 إصابة مقابل 28 حالة عند النساء، وسبب العدوى الأول هو العلاقات الجنسية. ومن بين أهم الولايات التي سجلت بها الإصابة بالفيروس، ذكر المخبر ولاية تيارت التي سجلت بها 17 إصابة ثم ولاية معسكر ب 8 حالات متبوعة بكل من ولايات الجزائر العاصمة، تلمسان ومستغانم ب 5 حالات لكل واحدة ثم ولاية تمنراست ب 4 حالات وقسنطينة وسعيدة ب 3 حالات لكل واحدة. وكان عدد الحالات المصرح بها من طرف المعهد منذ الكشف عن أول حالة سيدا بالجزائر في سنة 1985 قد بلغ 1345 إصابة في حين بلغ عدد حالات إيجابيي المصل ما يقارب 6000 حالة، من بينها -حسب معهد باستور- 2680 حالة فقط تتابع علاجها بصفة منتظمة والبقية لم تتلق أي علاج وغابت نهائيا عن الأنظار. وهو ما جعل رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة السيداو الأستاذ عبد الوهاب ضيفو يدق ناقوس الخطر باعتبار أن هذه الشريحة تستمر في نشر العدوى بالمجتمع ولا يتم التحكم فيها أو مراقبتها. ومن بين الحالات التي تتابع العلاج بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض المعدية الهادي فليسي بالقطار، أشار المختص، وهو رئيس مصلحة بهذه المؤسسة، إلى وجود 1313 امرأة من بينهن 120 حاملا، مؤكدا أن المستشفى تمكن من وقف انتقال الإصابة من الأم إلى الجنين بفضل التعاون المكثف بين المختصين في طب النساء والتوليد. ويرى الأستاذ ضيف أن الدولة وفرت 15 نوعا من العلاج المضاد للسيدا يقدم للمصابين مجانا، ورغم الانقطاعات المسجلة من حين لآخر، إلا أنه بفضل المتابعة الجيدة للمصابين فإن العديد منهم أصبح يعيش حياة عادية، رغم أن فئة أخرى من المصابين مازالت تعاني من التهميش داخل العائلة وفي المجتمع. وشدد على أهمية تحسيس المواطنين طوال أيام السنة وليس التركيز على الحملات الظرفية خاصا بالذكر الفئات التي تشكل خطورة مثل المدمنين على المخدرات ومحترفي الجنس، الذين لازال معظمهم لايخضع للمراقبة ويشكل خطورة على المجتمع. وحث على توسيع حملات التوعية لدى تلاميذ الثانويات وطلبة الجامعات وحتى الشباب العاطل عن العمل، وكذا توسيعها إلى وحدات الكشف المدرسي دون تجاهل الدور، الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام في التصدي للداء. وركزت الجمعيات الوطنية النشطة في ميدان مكافحة السيدا بالجزائر في ورقة طريق أعدتها لسنة 2013 على الوقاية وتغيير الذهنيات السائدة حول هذا الداء عبر تنظيم أيام تكوينية وحملات تحسيسية وبرامج جوارية ينشطها شباب لفائدة نظرائهم، تتعلق بالتربية والاتصال المباشر وتوزيع المطويات ووسائل الوقاية ونشر المعلومات عبر الشبكات الاجتماعية. وستعمل الجمعيات على دعم إنجاز تحقيقات خاصة تتعلق بمراقبة سلوكات محترفي الجنس بالجزائر بجانب إجراء دراسات علمية حول انتشار داء السيدا عبر القطر، كما ستعمل على إشراك جميع فئات المجتمع للتخفيض من التهميش المبني على التفرقة بين الجنسين. ولمساعدة المصابين بالداء على الاندماج في المجتمع، وقعت جمعية “حياة” للمصابين بالسيدا ومؤسسة دعم القرض المصغر اتفاقية تقضي بمنحهم قروضا لإنشاء مؤسسات مصغرة، ويرتقب أن يتم توزيع 50 قرضا قريبا في كل من وهران والعاصمة. دوليا، طالب مايكل سيديبى، المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة السيدا، ببذل المزيد من الجهود لمكافحة هذا المرض، الذي انخفضت نسبة الاصابة به بأزيد من 50 بالمائة في 25 دولة، وهو ماجعله يقول “لقد تحركنا من اليأس إلى الأمل... وهو تقدم غير مسبوق... فالذي اعتدنا أن يستغرق عقدا من الزمن يتحقق الآن في 24 شهرا”. وكان حوالي 2.5 مليون شخص قد أصيبوا بالمرض في العام الماضي وهو ما يقل بحوالي 100 ألف حالة مقارنة ب 2010 و700 ألف مقارنة ب 2001 وفق تقرير نشر مؤخرا وجاء فيه أن نصف معدل الانخفاض في الإصابة بالمرض خلال العامين الماضيين بين الأطفال حديثي الولادة وهو ما أظهر أن القضاء على خطر الإصابات الجديدة أمر ممكن.