كنت ولا زلت من المهتمين بموضوع السيدا منذ سنوات، لذلك مهما ابتعدت يعاودني الحنين إلى الولوج كل مرة في أعماق هذا العالم الخفي، الشبح الذي لا يراه غير الأصحاء، ويتحداه فقط المتعايشون مع فيروس فقدان المناعة المكتسبة. رغم كل ما قيل وما يقال عن السيدا لا تزال الإصابات تفتح سجلات المستشفيات والمخابر، ولا تزال الأذهان والثقافات الجماعية وآليات الوصم الاجتماعي تشمئز لذكره.. بل يصاب الكثيرون بالصم حتى لا يسمعون عنه. نعم فلا الاعلام المتواضع، ولا المخططات الوطنية، ولا مبادرات المجتمع المدني، ولا المساهمات الدولية أسدلت الستار عن الشريط الأحمروألغت التهمة عن المصابين الذين يعلموك الحياة من جديد.. رغم أن العتمة والطابوهات، والتمييز والتهميش يقتلهم كل يوم ألف مرة أكثر من الفيروس ذاته. لم يتمكن المجتمع الدولي بعد أكثر من ثلاثين سنة من اكتشاف داء فقدان المناعة المكتسبة من السيطرة نهائيا على الفيروس، ورغم تطور آليات التكفل الطبي والنفسي بالمتعايشين مع الفيروس لا تزال بعض الأرقام تخيف ولا تزال اعادة ادماج المصابين في المجتمع تصطدم بالعديد من العراقيل والذهنيات خاصة في المجتمعات العربية النامية.في البداية لم تول وسائل الإعلام إهتماما كبيرا بالسيدا، وتجاهلت العديد من الدول خطر إنتشاره، وأطلق عليه أنذاك سرطان الشواذ. ومع تزايد عدد الحالات والتعرف أكثر فأكثر على طرق العدوى، تحول في وسائل الإعلام من مجرد مشكل صحي إلى مشكل إجتماعي حقيقي يتطلب تظافر كل الجهود. لذا لعبت وسائل الإعلام فيما بعد إلى جانب المختصين والهيئات والمنظمات دورا فعالا في التحسيس بخطورة العلاقات الجنسية غير المحمية، وضرورة إتخاذ سلوكات وقائية لتجنب العدوى. وحسب تقرير للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ورد في ديسمبر 2010 فقد بلغ عدد المتعايشين في العالم مع الفيروس 33.3 مليون خلال سنة 2009، وفي نفس السنة تم تسجيل 2.6 مليون حالة عدوى جديدة فيما بلغ عدد الوفيات 1.8 مليون شخصا. في الجزائر 1345 مصابا و5958 حالة ايجابي المصل منذ 1985 بالنسبة للجزائر تشير الأرقام التي سجلها المخبر الوطني للمراجع حول فيروس فقدان المناعة المكتسبة والسيدا لمعهد باستور الجزائر الى تسجيل 09 حالات سيدا جديدة و53 حالة ايجابية المصل خلال شهر سبتمبر 2012. ليكون اجمالي المصابين بالسيدا 1345 مصابا و5958 حالة ايجابي المصل منذ سنة 1985 تاريخ اكتشاف أول حالة في الجزائر الى 30 سبتمبر 2012. حالات السيدا حسب طرق العدوى من 1985 إلى 2012 (المخبر الوطني للمراجع) حسب إحصائيات المخبر الوطني للمراجع فإن عدد حالات السيدا المسجلة من 1985 إلى 30 سبتمبر 2012 انقسمت بين 821 حالة ذكور و501 حالة إناث و23 حالة غير محددة الجنس . وتظل الفئة العمرية الممتدة بين 20و40 سنة الأكثر تعرضا للعدوى ،كما سجلت 282 حالة في الجزائر وسط و510 حالة في الغرب و165 حالة في الشرق 232 حالة بالجنوب، مقابل 50 حالة مغتربين مقيمين بالمهجر،7 حالات غير محددة الجنسيات ،90 حالة جنسيات أجنبية و9 حالات غير محددة الأصول . حالات ايجابي المصل حسب طرق العدوى من 1985 إلى 2012 (المخبر الوطني للمراجع( حسب المخبر الوطني للمراجع فإن حالات إيجابي المصل المسجلة منذ 1985 إلى 30 سبتمبر 2012 قسمت حسب الجنس بين 2909 ذكور و2401 إناث و648 غير محددة وحسب التوزيع الجغرافي بين 2098 حالة الجزائر وسط، 1885 حالة بالغرب ، 395 حالة بالشرق، 990 حالة بالجنوب ، 18 حالة مغتربين ، 71 حالة جنسية غير محددة ، 276 حالة جنسية أجنبية ، 225 حالة مصدر غير محدد . يتبع