شهدت عاصمة الشرق ”قسنطينة” صبيحة أول أمس الخميس واحدة من أكبر عمليات إعادة الإسكان، حيث تم ترحيل أكثر من 750 عائلة تقطن بحي ”السلام” المعروف بحي ”بالسيف” القصديري بقسنطينة إلى سكنات جديدة بالمدينةالجديدة علي منجلي. وهي العملية الأولى التي ستليها عمليات مماثلة لتمس 750 عائلة أخرى تقيم بثلاثة أحياء فوضوية، سيرحلون إلى الوحدات الجوارية 19 و1 و9 بالمدينةالجديدة علي منجلي. وقد وضعت السلطات المحلية إمكانات هامة لتسهيل عمليات الترحيل، أبرزها تخصيص أزيد من 80 شاحنة نقل لمساعدة السكان في عملية نقل أغراضهم وضمان السيرالحسن لهذه العملية، التي تندرج في إطار عمليات الإسكان التي أقرتها الدولة للقضاء التدريجي على الأحياء القصديرية والفوضوية وكذا السكنات الهشة. ومن جهته، أكد والي الولاية نور الدين بدوي أنه سيتم ترحيل 5000 عائلة خلال الثلاثي الأول من السنة الجديدة وتحديدا شهر مارس 2013 وهو تاريخ القضاء على البيوت الهشة والقصديرية، ”خاصة وأن أشغال إنجاز السكنات الممنوحة لعاصمة الشرق تسير بوتيرة محفزة، سواء من قبل الشركات الأجنبية أو المقاولين الجزائريين وشركات البناء العمومية. أمّا الأمين العام بديوان الوالي، فأكد أن عملية الترحيل التي انطلقت صباح أول أمس ستستمر إلى غاية يوم السبت ، للقضاء على باقي البيوت القصديرية الموجودة بقلب المدينة وستبقى مستمرة، خاصة و أنّ جميع الإجراءات تم اتخاذها لإنجاح هذه العملية، مشيرا في ذات السياق، أنّ كل المشاريع السكنية التي ستخصص لعملية الترحيل جاهزة و منتهية و لم يبق سوى 1500 وحدة سكنية أخرى في طور الانجاز، على أن تسلم لأصحابها ممن يحملون عقود البرامج حال الانتهاء منها مع مراعاة توقيت كل عملية ترحيل، من أجل تجنب أي مشاكل قد تؤثر على المسار الدراسي للمتمدرسين. ويعود تاريخ إنشاء الحي القصديري المعروف بحي ”بالسيف” و المتواجد بحي ”بومرزوق” على ضفاف الوادي إلى مطلع التسعينيات، حيث يضم العديد من العائلات التي تحولت حياتهم إلى جحيم بعد مرور السنين، ما دفع بالسلطات العمومية إلى اتخاذ قرار بترحيل هؤلاء السكان الذين تم إحصاؤهم على أربعة مراحل متتالية من طرف مصالح البلدية واللجنة الولائية لتوزيع السكن الاجتماعي. وللإشارة، فإنّ عملية الترحيل هذه تعد من العمليات التي شملت العديد من الأحياء المشابهة، آخرها عملية ترحيل ما يقارب 1423 عائلة من حي ”فج الريح” الفوضوي بأعالي حي الأمير عبد القادر والمتواجد بأعالي مدينة قسنطينة.