تستقبل اليوم مولودية وهران، نظيرتها السعيدية في مباراة محلية قوية، تدخل في ختام مرحلة الذهاب، التي ستحاول كلتاهما إتمامها بثلاث نقاط تدعم رصيديهما، وبالتالي البقاء ضمن أوائل البطولة الاحترافية الأولى، وتأتي هذه المباراة بمثابة امتحان جدي بالنسبة ل''الحمراوة'' لصعوبة ترويض الضيف السعيدي، الذي أبان عن صحته الجيدة في المباريات السابقة، وكذلك للفترة العصيبة التي مروا بها منذ نهاية مباراة اتحاد الحراش الذين لم يفرحوا بنقطة التعادل التي عادوا بها من ملعب أول نوفمبر، حيث أصيبوا بانتكاسة بعد ما قرر مدربهم شريف الوزاني سي الطاهر الانسحاب مؤقتا من تدريب مولودية وهران، بعد الحادثة التي وقعت له في غرف الملابس مع رئيسه الطيب محياوي، الذي قال عنه بأنه تجاوز حدوده عندما تدخل في صلاحياته التقنية وعليه قرر ترك الفريق. الإدارة تنجح في إقناع شريف الوزاني بالعودة وكان أن أحدث هذا الانسحاب للمدرب شريف الوزاني هزة في بيت المولودية، وغضبا لدى معاقل الانصار الذين لم يصدقوا ذلك، وراحوا يضغطون على الادارة لكي تستدرك هفوة رئيسها، الذي هون من الأمر وكأن شيئا لم يحدث، وهو ما أفقد الانصار السيطرة على أعصابهم وجعلهم يتوجهون صوب اللاعبين للضغط عليهم ومنعهم من التدرب طالبين منهم التضامن مع مدربهم، وهو ما وقع فعلا حيث قاطع زملاء كشاملي حصة الاستئناف ورفضوا التدرب مساء في ملعب الكرمة. هذه الخطوة، أوقعت الادارة تحت الضغط وفي حرج شديد، وجعلت المسيرين عبد الإله وبن ميمون وعبد الحفيظ بلعباس، يسعون في كل الاتجاهات طيلة ليلة ويوم بحثا عن شريف الوزاني الذي توارى عن الانظار، وانزوى في بيته ''في الطنف الوهراني''، وأغلق هاتفه النقال أمام الجميع دون استثناء، وبعد جهد جهيد، وفق هؤلاء المسيرين في إقناع اللاعب الدولي السابق بالعودة الى تدريب المولودية، وتجسد ذلك أول أمس صباحا. شروط الوزاني للعودة ولم تكن مهمة عبد الإله وبن ميمون وبلعباس سهلة لإقناع شريف الوزاني بالعدول عن قراره بالانسحاب من المولودية، حيث فرض شروطا مقابل ذلك وافق عليها ممثلو الادارة فورا، يتصدرها عدم تدخل الرئيس محياوي في صلاحياته تحت أي صفة أو تبرير، وتسوية المستحقات المالية للاعبين الى آخر فلس وضرورة وقوف الرئيس محياوي الى جانب فريقه سواء في التدريبات أو في المباريات الرسمية، وبالمناسبة أبدي شريف الوزاني لممثلي الادارة اندهاشه من تصرف الرئيس محياوي، الذي كان يحجم في بعض المرات عن دخول غرف الملابس الخاصة بفريقه لتهيئة لاعبيه وتشجيعهم بعد كل فوز يحققونه، ومادام أن شريف قد عاد فهذا معناه أن شروطه قبلت. ولقد قال شريف الوزاني في هذا الموضوع: ''أنني أقبل تدخل رئيسي لكن في حدود وفي حالة واحدة، إذا كان هذا الرئيس لاعبا سابقا يعرف ويفهم كرة القدم، أما محياوي فلا دخل له بكرة القدم فكيف بي أقبل تدخله في صلاحياتي''. الإدارة لعبت على وترين إدارة المولودية، لم تكتف بالتحرك باتجاه المدرب شريف الوزاني لتثنيه عن قراره والعودة للفريق، بل أرادت إظهار إمساكها بزمام الأمور، حيث كانت تنوي احضار محضر قضائي ليدون غيابات اللاعبين غير المبررة، وخاصة الذين تحصلوا على نسبة كبيرة من منحة الامضاء بل والذهاب الى حد فسخ عقودهم مع الفريق. شريف يستقبل بحفاوة من لاعبيه والأنصار وبعد أن وضع النقاط على الحروف مع معاوني محياوي، عاد شريف الوزاني مجددا إلى تدريب المولودية بإشرافه على الحصة الصباحية لأول أمس، وقد استقبله لاعبوه بحفاوة بالغة وكذا زميليه في الطاقم الفني مساعده سباح بن يعقوب ومدرب الحراس سبع البشير، ولم يكن اللاعبون وحدهم الذين فرحوا بعودة شريف بل وكذلك الانصار الذين استقبلوه بالتصفيق الحار، مجددين ثقتهم فيهم، ومثمنين الجهود الكبيرة التي يبذلها حتى تصبح المولودية قوية كما كانت في السابق. شريف الوزاني ''حشمت من وجه'' بعض العقلاء وقد صرح المدرب شريف الوزاني بعد تلك الحصة التدريبية، بأن عودته للفريق جاءت لأنه ''حشم من بعض العقلاء'' الذين رفض ذكر أسمائهم، واعتبارا للأنصار الذين وقفوا الى جانبه ولاعبيه، الذين قال بأنه سعيد بوقفتهم التضامنية معه وكذا الطاقم الفني، وأنه يتوجب على الجميع التركيز جيدا على المستقبل القريب، ويقصد به مباراة مولودية سعيدة التي توجد في وضع جيد، ويجب التحضير لها كما يجب ''لأنها فريق قوي وترتيبها الحالي دليل على ذلك، ومن الضروري علينا الفوز لتحسين مركزنا، واعادة الثقة بأنفسنا التي اهتزت منذ أيام''. محياوي هو المشكل الرئيسي وعاد شريف الوزاني للحديث عن انسحابه من المولودية، حيث قال عنه بأنه ما كان ليحدث لو انصرف كل واحد الى شؤونه، وشدد على أن المشكل هو الرئيس محياوي ''الذي يحشر أنفه في غير صلاحياته، وهو لا يفقه إطلاقا، وأن هذه الحادثة كان من الممكن أن تحدث سابقا، وفي أي وقت لتكراره لمثل هذه التصرفات، وأنا إنسان وأنهار لأنني لا أستطيع التحمل فوق طاقتي''. لا أقبل التدخل في حياتي الخاصة من أي كان مدرب ''الحمراوة''، أكد أيضا أنه لن يقبل أن يتدخل رئيسه محياوي في حياته الخاصة: ''أنا لست من المدربين الذين يخشون الرؤساء، أنا أحترمهم لكني لا أقبل إطلاقا أن يتدخل محياوي في حياتي الخاصة، فهي ملك لي وحدي فقط، وأنا حر في الإدلاء بتصريحات لأي صحيفة أريد، فعليه أن يقيم عملي فوق الميدان فقط دون شيء آخر''. يجب أن ينظَّف المحيط لأنه سبب كل البلاء شريف الوزاني، تحدث أيضا عن محيط مولودية وهران حيث أشار لوجود بعض المنافقين، و قال: شيء طبيعي أن يكون تأثيره سلبيا على الفريق، الذي هو في حاجة الى تكاثف جميع أنصاره ومسيريه لا اختلاق أبسط عذر لضرب استقراره لأن الخاسر في الاخير هي مولودية وهران. لجنة العقلاء في قفص الاتهام لجنة العقلاء التي يرأسها خالد بلعربي، والتي تضم في غالبيتها لاعبين سابقين في المولودية، كانت في عين اعصار ادارة الرئيس محياوي حيث اتهمتها بالتحريض ضدها، وأنها ''عمرت رأس'' شريف الوزاني حتى لا يعود لتدريب الفريق لكي يشتد الضغط عليها أكثر، وينقلب الانصار كلهم عليها، وأنها تريد ضرب استقرار المولودية. والأكيد، أن إدارة المولودية لم تلتفت للنظر بعين القبول لتصرف بعض أعضاء هذه اللجنة، الذين سارعوا يوم حصة الاستئناف لمنع مجموعة من الانصار تجمهرت أمام ملعب زبانة، كانت تعتزم الذهاب لمقر الفريق ''وتخلطها'' مع محياوي، وأقنعوها بالبقاء خشية انعكاسات سلبية على الفريق هو في غنى عنها. بلعربي لايزال يأمل في فرصة صلح أخرى رئيس لجنة العقلاء خالد بلعربي، قال بأن مخرج المولودية الوهرانية هو في اتحاد أبنائها، ومن هذا المنطلق سيكرر محاولته في جمع الرئيس الحالي للمولودية الطيب محياوي والسابق يوسف جباري على طاولة الصلح، بعد فشل الأول بسبب عدول جباري عن تجسيد فكرة بلعربي بعد أن كان وافق عليها من فرنسا التي كان متواجدا فيها، حيث اشترط لقبول ذلك عدول محياوي عن شروطه التعجيزية فيما يخص الانضمام إلى رأسمال الشركة. الأنصار سيسمعون صوتهم أنصار مولودية وهران الذين عاشوا على أعصابهم في الأيام القليلة الماضية، سوف لن يهدأ لهم بال حتى يخلصوا المولودية من الرئيس محياوي بحسب قولهم، حيث علمت ''المساء'' أن الانصار يتأهبون لتعليق لافتة كبيرة على سياج المدرجات المكشوفة لملعب زبانة السبت القادم يوم المباراة بين المولوديتين الوهرانية والسعيدية تطالب محياوي بالرحيل. أكرم وبن عطية خارج التعداد ستكون مولودية وهران، محرومة من لاعبين في مواجهة فريق ''الصادة: ويتعلق الأمر بالمدافع أكرم بن عومر المعاقب، ولاعب الوسط بن عطية المصاب، وبالمقابل يمكن لشريف الوزاني الاعتماد على سباح زين العابدين وداود بوعبد الله العائدين من العقوبة، وكذا بوسعادة الذي شفي من إصابته في أسفل القدم، وهو ما سيعدد من اختيارات المدرب الوهراني خاصة وأنه سيواجه فريقا صلبا.