إن اختيار المدرب صالح بوشكريو العمل في البطولة البحرينية لكرة اليد يطرح من جديد مسألة هجرة الإطارات الرياضية الجزائرية إلى الخارج، لاسيما وأن هذا التقني كان يتقاضى راتبا لائقا في مهمته مع المنتخب الوطني الذي عرف معه نجاحا يمكن اعتباره مقبولا بعدما ساهم بقسط كبير في تأهل هذا الأخير إلى مونديال إسبانيا بالرغم من أن مشاركة لاعبينا في ذلك الموعد كانت ضعيفة بعد إخفائهم في المرور إلى الدور الثاني. وما يثير الدهشة هو أن انسحاب الناخب الوطني لكرة اليد يأتي في مرحلة تحاول فيها وزارة الشباب والرياضة تسويق سياسة جديدة من شأنها أن تشجع إطاراتنا الرياضية على العمل في البلد والمساهمة في إعطاء دفع جديد للرياضة الجزائرية على كل المستويات، لأن تراجع هذه الأخيرة في كل الاختصاصات أصبح ظاهرا للعيان ولا يمكن وضع حد لهذا التدهور إلا من خلال اتخاذ إجراءات جريئة في مجال توفير المنشآت الرياضية والحوافز المالية، حيث أن غياب هذين العاملين شكل السبب الرئيسي في ذهاب عدة مدربين جزائريين إلى الخارج، فضلا عن أن البعض منهم تذمروا كثيرا من وضعيتهم داخل الحركة الرياضية الوطنية ودفع بهم الأمر إلى حد تطليق التدريب والتوجه إلى مهن أخرى لعلهم يجدون فيها الاستقرار و«ملذة” كبيرة في العمل. فلا يمكن إذن ربط توجه إطاراتنا الرياضية إلى الخارج سعيا وراء كسب المال، بقدر ما يتعين البحث عن الأسباب التي جعلتهم ينفرون من الوضع الذي ساد الرياضة الجزائرية في السنوات الفارطة، وحسب الإحصائيات المتوفرة لدينا، فإن عدد التقنيين الجزائريين العاملين في كثير من البلدان يقارب المائة تقني في كل الاختصاصات الرياضية.