شهد الاحتفال بيوم الشهيد الموافق للثامن عشر فيفري من كل عام تنظيم عدة نشاطات في كامل ولايات الوطن، وتنوعت هذه التظاهرات بين تنظيم ملتقيات وإقامة تكريمات لأرامل شهداء وكذا توقيع اتفاقيات للحفاظ على الذاكرة، فضلا عن تنظيم معارض صور وزيارات لمقابر الشهداء ترحما على أرواحهم الطاهرة، وكذا تدشين عدة مشاريع جديدة. وتميز الاحتفال هذه السنة بتوجيه رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، رسالة إلى المشاركين في الملتقى الذي عقد بعنابة التي احتضنت الاحتفالات الرسمية بالذكرى وبحضور وزير المجاهدين، السيد شريف عباس. فبولاية تيزي وزو تم تكريم 35 أرملة شهيد بإشراف والي الولاية رفقة السلطات المحلية، وقبل ذلك تنقلوا إلى مقبرة مدوحة بمدينة تيزي وزو لوضع باقة من الزهور ترحما على أرواح الشهداء الأبرار. وأشرفت السلطات المحلية لبلدية مقلع (30 كلم شرق ولاية تيزي وزو) -بالمناسبة- على تدشين ملحقة بلدية جديدة بقرية تيزي نترقة (حوالي 8 كلم عن مقلع). وأحيت ولاية الشلف بدورها ذكرى يوم الشهيد بتنظيم عدة نشاطات مست بالدرجة الأولى الجانب التاريخي من خلال تنظيم معارض وندوات تاريخية نشطها أساتذة وبعض من عايشوا أحداث الثورة. من جهة أخرى، قامت مصالح أمن الشلف بحملة للتبرع بالدم لفائدة مرضى المستشفيات، وكانت المؤسسات التربوبة على موعد مع هذه الذكرى من خلال إلقاء الدروس حول ال 18 فبراير. وبعين الدفلى تم تشغيل شبكة توزيع الغاز الطبيعي لفائدة 600 مسكن ببلديتي المشايخ (عين الدفلى) والشيخ بن يحيى (العطاف)، ونظمت الشرطة عملية للتبرع بالدم بهذه المناسبة. وبالجلفة تمت تسمية المتوسطة الجديدة بحي بنات بلكحل بعاصمة الولاية باسم المجاهدة طعبة خيرة، كما تم تدشين مجمع مدرسي جديد بحي البساتين. وشهد إحياء ذكرى يوم المجاهد بالمدية تدشين هيكلين صحيين جواريين ببلدية بني سليمان (70 كلم شرق الولاية)، وتم فتح الهيكلين بقريتي أولاد علال وصخايرية، حيث من المنتظر أن يساهما في تحسين التكفل الصحي بسكان هاتين المنطقتين النائيتين. من جهتها، أشرفت سلطات ولاية بومرداس -بالمناسبة- على وضع حجر الأساس لإنجاز مشروع كبير لمقام الشهيد بوسط المدينة، وببلدية تيجلابين دشنت محطة لتصفية المياه، كما أعطيت إشارة انطلاق الأشغال لإنجاز خزانين لمياه الشرب بسعة 2000 متر مكعب لكل واحد منهما ومحطة لضخ المياه. ووقع بتسمسيلت اتفاق تعاون بين مديرية المجاهدين وستة قطاعات في سياق الحفاظ على الذاكرة الجماعية، تخص مديريات الشباب والرياضة والتربية والتكوين والتعليم المهنيين والثقافة والشؤون الدينية والأوقاف والمركز الجامعي بتيسمسيلت، والتي تتضمن تنظيم خرجات ميدانية لفائدة التلاميذ ومتربصي المؤسسات التكوينية والطلبة الجامعيين والمنخرطين بدور الشباب وطلبة الزوايا والكتاتيب لزيارة المواقع التاريخية التي لها علاقة بالثورة التحريرية المجيدة، يؤطرها مجاهدون ومختصون في التاريخ، فضلا عن إقامة ندوات ومحاضرات تاريخية وكذا مسابقات دورية، كما تتيح للقطاعات المعنية بالتنسيق مع مديرية المجاهدين تبادل الكتب والمطبوعات والدوريات والبحوث ذات الصلة بتاريخ الثورة التحريرية المجيدة. نفس الأجواء عمت ولايات جنوب الوطن بتنظيم العديد من التظاهرات المتنوعة تخليدا للتضحيات الجسام التي قدمها الشهداء، وشهدت مختلف مقابر الشهداء بولايات تندوف وبشار وأدرار والنعامة والبيض والأغواط وغرداية والوادي وتمنراست وإيليزي وورقلة وقفات ترحم على أرواح شهدائنا الأبرار بحضور السلطات الولائية والمجاهدين وأبناء الشهداء. وتميز جانب من هذه الاحتفالات بإقامة معارض تناولت صفحات خالدة في مسيرة الكفاح المسلح للشعب الجزائري إبان حرب التحرير الوطنية وإطلاق أسماء الشهداء على مؤسسات اجتماعية مختلفة وتنشيط ندوات ومحاضرات من قبل مجاهدين إلى جانب تكريم أرامل الشهداء وإعطاء إشارة انطلاق حملات التشجير. وبالمناسبة، نظمت مصالح الأمن الوطني بولايتي البيض وإيليزي حملات تبرع بالدم التي شهدت إقبالا واسعا من قبل المنتسبين إلى سلك الأمن الوطني، كما نظمت العديد من الأنشطة الثقافية والرياضية وتكريم لأبناء الشهداء والمجاهدين. وضمن هذه الاحتفالات، نظم بالمركز الجامعي "الحاج موسى آغ أخاموك" بتمنراست يوم دراسي حول آثار التجارب النووية التي أجرتها فرنسا الاستعمارية بالصحراء الجزائرية.