توقع وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل ارتفاع طاقة الحظيرة الوطنية للتكرير التي تقدر حاليا ب22 مليون طن سنويا إلى حوالي 50 مليون طن سنويا سنة 2014 بفضل برنامج انجاز المصافي الجديدة وترميم تلك الموجودة حاليا، مذكرا بالمشاريع الكبرى التي باشرتها الجزائر في هذا المجال على غرار مصفاة للمكثفات تقدر طاقتها ب5 ملايين طن والتي سيتم تشغيلها نهاية سنة 2008 وأخرى تقدر طاقتها ب15 مليون طن سيتم تشغليها سنة 2014. وأشار السيد شكيب خليل في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام للوزارة السيد فيصل عباس لدى افتتاح الندوة الدولية حول تكرير النفط إلى برنامج رفع قدرات التكرير المرفوق بمشاريع التحويل وتحسين نوعية المنتجات "للتكيف مع القيود الجديدة التي يفرضها التشريع الجزائري الجديد في مجال البيئة" في سوق محلية تتميز "بهيمنة الطلب على الديزل على حساب أنواع البنزين". رئيس المدير العام للشركة الوطنية لتكرير النفط -نافتاك- السيد آكلي رميني، أعلن من جهته عن تخصيص مبلغ 4 ملايير دولار لبرنامج إعادة الاعتبار للمصافي في الجزائر في أفق 2012 موضحا أن "الأمر يتعلق برفع قدرات إنتاج مصافي نافتاك الثلاثة والتي تتواجد بكل من الجزائر العاصمة وأرزيو وسكيكدة من 22 إلى 27 مليون طن سنويا". وتوقع المتحدث خلال اللقاء المنظم من طرف مؤسسة نافتاك أن شمال إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا هي المناطق التي ستسجل أكبر عدد من الاستثمارات في مجال التكرير نظرا للطلب الكبير على أنواع الوقود ولتواجد احتياطات معتبرة من النفط الخام بها. وسيعرف "الطلب العالمي على الطاقة حسب خبير من المعهد الفرنسي للنفط السيد جان بيار فافناك ارتفاعا بنسبة 50 إلى 60 بالمائة في آفاق 2030، وقد يتضاعف ذلك سنة 2050 بسبب زيادة عدد السكان" حسبما أشار إليه الخبير الذي ألح من جهة أخرى على "وجوب التفكير في الأجيال القادمة لاسيما عن طريق الاستعمال العقلاني للنفط واستغلال موارد أخرى للطاقة"، مبرزا أن "الجزائر على صواب في توخيها الحذر في هذا الميدان". و ذكر المتدخل بأنه في السبعينيات كان "يكتشف ثلاثة براميل من النفط مقابل كل برميل يستهلك بينما يكتشف اليوم ثلث برميل فقط لكل برميل يستهلك". وأثار المشاركون في اللقاء الذي نظم بالعاصمة ودام يومين، مسألة التكاليف الباهظة لإنجاز المصافي والتي تؤدي إلى كبح الاستثمارات في هذا القطاع، في حين أعلن بعض ممثلي البلدان الإفريقية أنهم لا يستبعدون اللجوء إلى مزيد من استعمال الفحم كمورد للطاقة لامتصاص العجز المسجل في توفر الطاقة الكهربائية كما هو الحال في بعض الدول الإفريقية كالسنغال أو جنوب أفريقيا التي تعرف انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي. كما أشار خبراء أن 17 دولة إفريقية فقط يوجد بها مصافي من بينها 12 دولة تمتلك مصفاة واحدة. وقد تركز النقاش خلال هذه الندوة التي عرفت مشاركة حوالي مائة خبير جزائري ودولي وممثلين عن معاهد ومنظمات دولية على غرار جمعية المصافي الإفريقية حول الفرص المتاحة في مجال التكرير بالقارة الإفريقية وسبل تطوير هذه السوق وتسيير المشاريع إضافة إلى نشاطات التسويق لشركة سوناطراك.