ترافع المؤسسات والمرافق السياحية من أجل عودة قوية للسياحة الداخلية لاسيما من خلال العمل على تحسيس السوّاح الوطنيين بوجوب قضاء عطلهم داخل الوطن وعدم التفكير في السّفر إلى دول الجوار، وذلك تشجيعا للاقبال أكثر على الموروث السياحي الوطني الذي يبقى استغلاله محتمشا. وتأمل كافة الهيئات والمرافق القائمة على تسيير وترقية القطاع في تشجيع التدفقات السياحية الداخلية نحو كامل الأقطاب السياحية المتنوعة بالجزائر، بما فيها السياحة الصحراوية والجبلية وهذا تماشيا مع الأهداف الأساسية والإستراتيجية التي تمّ تسطيرها في الميدان من قبل هذه الهياكل. وتتبلور هذه الإستراتيجية من خلال تسطير برامج ثرية وطموحة لترويج وتسويق المنتوج السياحي الوطني مع مراعاة متطلبات ورغبات السواح في ذلك، حيث تم في هذا الإطار وضع برنامج وطني لتسويق المنتوج السياحي الجزائري، قائم أساسا على توجيه السواح المحليين لمساعدتهم على قضاء عطلهم داخل الوطن، بتنظيم رحلات سياحية موسمية أخرى منتظمة لفائدة مختلف شرائح المجتمع خاصة الشباب والطلبة خلال الموسم السياحي الصحراوي، ما بين شهر أكتوبر ومارس من كل سنة. ويمس هذا البرنامج عدة ولايات من جنوب الوطن على غرار أدرار وتيميمون وتمنراست إلى جانب مدن شبه صحراوية كغرداية وبسكرة ومدن بالغرب كتلمسان والمناطق الداخلية الأخرى. وبرمجت المؤسسة الوطنية الجزائرية للسياحة بدورها في هذا الإطار، برنامجا هاما تحضيرا لموسم الاصطياف المقبل موجه خصيصا لفائدة العائلات التي تنوي قضاء عطلها في المناطق الساحلية للوطن، إلى جانب التفكير في إمكانية جلب السواح الأجانب لقضاء عطلها في الجزائر، على ضوء الاتفاق الأخير المبرم بين المؤسسة ووكالة الأسفار الفرنسية (سلكتور) الذي يفضي إلى دعم التعاون بين الجانبين بإرسال السواح الأجانب إلى الجزائر. ومن جهة أخرى، وتماشيا مع هذا التوجه الوطني، سجّلت أكثر من 60 مؤسسة سياحية بغرب الوطن (وهران على وجه التحديد) كالفنادق ووكالات السفر والمطاعم المصنفة حضورها بقوة في إطار مخطط الجودة السياحية الذي أطلقته الوزارة الوصية منذ سنتين. ويعكس هذا الرقم الإقبال الكبير لمهنيي السياحة بالولاية على هذه العملية لترقية القطاع السياحي، وتأهيل المؤسسات الفندقية بشتى مناطق الوطن. كما يسمح هذا المخطط الترقوي الهام، بالرفع من مستوى الخدمات السياحية للمؤسسات المنخرطة وتحسين مردودها، وذلك من بالاستفادة من التدابير التحفيزية المتعلقة بالتأطير والتوجيه وتكوين المستخدمين ورسكلتهم في مجالات السياحة والاستقبال. ويجري تشجيع وتحفيز باقي المؤسسات على الانخراط في هذه المبادرة التي كانت وهران أولى الولايات التي شرعت في تجسيدها، حيث انخرطت في هذا الإطار عدد من الفنادق الرفيعة ضمن المخطط المذكور الذي تديره المجموعة السياحية الدولية "باست واسترن". ويتعلق الأمر بمؤسسات فندقية تابعة لمجموعة "أيدين" وفندق "ليبارتي" الجديد الذي سيعزّز قريبا حظيرة الفنادق الفخمة بوهران التي تضم فنادق من خمس نجوم كالشيراطون وروايال وميريديان، هذا الأخير الذي يصنّف ضمن سلسلة المجموعة الدولية. وفي إطار اللقاءات التحسيسية بأهمية قطاع السياحة، يجري حاليا التحضير لتنظيم الطبعة الثانية من ورشة الترقية السياحة المقررة شهر أكتوبر القادم التي ستأخذ هذه طابعا دوليا بعدما كانت تكتسي طابعا وطنيا. كما ستكون هذه الورشة مناسبة لتقييم الأعمال والبرامج المجسدة لتنمية السياحة الوطنية بمختلف فروعها بالجزائر، إلى جانب بحث التعاون والشراكة الدولية في هذا المجال. وتهدف كذلك إلى تبادل الخبرات والتجارب ما بين المهنيين والخبراء الوطنيين والدوليين.