أكد المواطنون وعيهم بضرورة تكاتف الجهود بينهم وبين مختلف السلطات، من أجل بيئة نظيفة، وذلك من خلال الأيام التحسيسية والإعلامية التي تقام في كل مرة بهذا الشأن، سواء من قبل جمعيات أو هيئات وطنية... وتأكد هذا الوعي بصورة فعلية من خلال حضور آلاف المواطنين من عائلات وأطفال، التظاهرة الإعلامية التي أقيمت مؤخرا حول البيئة بشوارع عدة بالعاصمة، والتي نظمتها إذاعة البهجة بالتنسيق مع وزارة تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة، وهي التظاهرة التي أعطت الأمل الكبير للمنظمين وللمواطنين أنفسهم، في تجسيد حلم بيئة نظيفة وصحية. وقد أبدى المواطنون تجاوبهم مع كل النقاط التي طرحت بهذا الشأن.. معبرين في ذلك عن مدى استعدادهم لتنفيذ كل ما من شأنه أن يخدم الصالح العام في ذات المجال. ورصدت "المساء" الجو العام لتلك المبادرة التي طبعت سرورا على وجوه المواطنين وفرحة في قلوب الأطفال، خاصة وأنها أقيمت في يوم الجمعة، مما سمح للعائلات العاصمية بالالتقاء وتبادل أطراف الحديث. وأكدت بعض العائلات ل "المساء" على مدى إعجابها بهذه التظاهرة، التي جعلت من ذلك اليوم مناسبة لالتقاء الجيران والأطفال، الذين كانوا فرحين وكأن الحدث شكل عيدا، ولم يتردد أحد الذين التقيناهم في القول »حبذا لو تتكرر مثل هذه الأيام ليلتقي الجيران فيما بينهم بدل مكوثهم بالبيت«. من جهته، قال كمال مهدي منشط هذه التظاهرة » نهدف من وراء هذه التظاهرة إلى التقرب أكثر من المواطنين والعائلات الجزائرية، قصد تحسيسها بالضرورة الملحة للمحافظة على البيئة والمحيط وإشراك كل أفراد المجتمع من أجل إنجاح هذا المخطط البيئي«. وأضاف » إننا هنا في هذه التظاهرة بمثابة همزة الوصل بين المسؤولين والواطنين على نهج الإعلام الجواري«. كما صرحت المستشارة القانونية بوزارة تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة، المكلفة بالإعلام في هذه التظاهرة ل"المساء" » هدفنا إفادة المواطنين من خلال عمليات تحسيسية حول البيئة وحمايتها، وشعارنا "إفرز نفاياتك" وقد أشركنا في هذه العمليات كل من مؤسسة "نات كوم" والجمعيات التي تنتشط في مجال البيئة بالعاصمة وضواحيها«، مضيفة أن الوزارة تركز على عملية فرز النفايات من قبل المواطنين حتى تتسنى عمليات الاسترجاع ورسكلة وتقليص النفايات مع الحد من المخاطر وانتشار النفايات بشكل فوضوي. وبالمناسبة، وزعت على الأطفال نشريات تضم جملة من الأسئلة حول البيئة تمت الإجابة عليها، ليتسلموا بعدها هدايا تشجيعية لتأكيد نجاح هذه المبادرة في المستقبل، من خلال تبني أخلاقيات الحفاظ على البيئة. من جهتها، وزعت مؤسسة "نات كوم" نشريات إعلامية تحسيسية حول حماية البيئة والمحيط، انطلاقا من سلوكات تتبع طرح وجمع وإخراج النفايات من المنازل الى الدور الذي تؤديه ذات المؤسسة من رفع للنفايات، كما عرضت مختلف العتاد المستخدم في جمع النفايات. أما مؤسسة "هيربال" لحفظ الصحة والتطهير، فنسقت عملها مع مؤسسة "نات كوم" في هذه التظاهرة، تحت شعار "لنحافظ على محيطنا وصحتنا"، وركزت على التحسيس بجانب الوقاية من مخاطر الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، بانتهاج التحليل البكتريولوجي لها وللأطعمة مع الوقاية ضد الحشرات والجرذان.. وأكدت مسؤولة الاتصال بالمؤسسة، الآنسة ليليان هندل، أنها لمست تأييدا من المواطنين لمثل هذه المبادرات، ينم عن وعي لديهم بأهمية الحفاظ على البيئة والمحيط.