أكد مدير مؤسسة التطهير وحفظ الصحة لولاية الجزائر “أوربال”، بخوخ اوعمر، في لقاء مع “الفجر”، أن البرنامج المسطر من طرف المؤسسة يحتاج لتضافر كل الجهود، بما في ذلك الهيئات العمومية والمواطنين، من أجل ضمان صيف مريح لسكان العاصمة ولزوارها في إطار صحي، خاصة مع حلول موسم الإصطياف الذي يعرف خللا على هذا الصعيد نستعمل المازوت لتسهيل حرق مواد مطهرة تقضي على الناموس والزواحف يمثل فصل الصيف تحديا حقيقيا بالنسبة لمؤسسة التطهير وحفظ الصحة بالعاصمة، حيث تعرف هذه الفترة من السنة الإنتشار الواسع للأمراض المتنقلة عبر مختلف الوسائل، كالمياه، المواد الغذائية، الحيوانات الضالة، وكذا الحشرات الزاحفة والطائرة، التي تعرف انتشارا كبيرا في فصل الصيف نظرا لتوفر الظروف الملائمة لتكاثرها. سلامة مياه الشرب ومياه البحر من أولويات المؤسسة في هذا الإطار، تدأب مؤسسة التطهير وحفظ الصحة بالعاصمة، التي تتشكل من 4 مصالح تقنية، على محاربة هذه المخاطر ب 57 بلدية على مستوى العاصمة منذ نشأتها سنة 1996، من خلال برنامج دوري ومخطط موضوع من طرف مجلس الإدارة بالولاية، والذي يتشكل من ممثلين عن الولاية و بلديات العاصمة، إضافة إلى مؤسسة التطهير وحفظ الصحة التي توفر الإمكانيات اللازمة لأعوان البلديات من أجل تطبيق البرنامج المسطر من طرف مجلس الإدارة. وشرعت المؤسسة في برنامج مكثف خاص بهذه الفترة من السنة، حيث تقوم بتحاليل خاصة بمياه شرب القنوات والآبار، و بتحليل مياه البحر التي تسهل انتشار الأمراض في حال تلوثها، حيث أشار مدير المؤسسة إلى تحليل مياه 47 شاطئا السنة الماضية. و تتم نفس العملية هذه السنة بكل شواطئ العاصمة، حيث يقوم أعوان البلديات بجمع العينات وتسليمها لمصالح “أوربال” التي تقوم بعملية التحليل والتأكد من سلامة هذه المياه.. وفي حال ثبوت غير ذلك، تقوم المؤسسة بإبلاغ المصالح المختصة من أجل الإغلاق فيما يخص مياه الشرب، والمنع بالنسبة لمياه البحر. وفي السياق ذاته، أكد مدير المؤسسة، بخوخ اوعمر، أنه لم تُحص حالات خطيرة للأمراض المتنقلة عبر المياه منذ فترة، بسبب العمل الدوري التي تقوم به مصالح المؤسسة، إضافة إلى الجهود التي تبذلها مكاتب الصحة ببلديات العاصمة، والتي تجمع المعلومات وتحدد المناطق التي تشكو من التلوث. مراقبة المواد الغذائية تقلل من التسممات وفيما يخص تحليل المواد الغذائية، فالعملية تبدأها مكاتب الصحة التابعة للبلديات، من خلال جمع العينات من المطاعم الخاصة، ومطاعم المؤسسات العمومية، وكذا من الجزارين وبائعي الحليب ومشتقاته، ونقلها لمصالح المؤسسة أين يتم التأكد من صحتها وعدم خطورتها على المستهلك. وفي ذات الإطار نوه مدير مؤسسة التطهير وحفظ الصحة بالمراقبة التي تقوم بها مصالح مديرة التجارة و مكاتب الصحة بالبلديات، والتي تقوم هي الأخرى بمراقبة هذه المواد والتأكد من صحتها. تخليص العاصمة من الحيوانات الضالة حماية للمواطن القضاء على الحيوانات الضالة بالعاصمة، هو جزء من أولويات مؤسسة التطهير وحفظ الصحة، حيث دأبت الأخيرة على تخليص العاصمة من هذه الظاهرة، من انتشار للقطط والكلاب التي تكون في غالب الأمر مصابة بأمراض خطيرة، حيث سجلت المؤسسة حجز 28 ألف حيوان ضال، لكن الظاهرة لا زلت لم تنته نهائيا بسبب قدوم هذه الحيوانات الضالة من بعض المناطق والولايات المجاورة للعاصمة. وتقوم “أوربال” بعملية الاصطياد عن طريق وسائل متطورة و17 شاحنة خاصة بهذه العملية، بعدما بدأت المؤسسة بشاحنتين فقط في سنة 96، حيث تقوم باصطياد أكبر عدد ممكن من الحيوانات بصورة دورية وتقوم بوضعها في محشر الحيوانات الذي يعد الوحيد على المستوى الوطني، ثم يتم نقلها إلى معهد باستور للتأكد من مرضها، وفي حال ثبوت ذلك يتم إخطار المصالح البلدية، لتقوم هي بدورها بإعلام المواطنين بمرض هذه الحيوانات وبضرورة التلقيح الإجباري لكل شخص تعرض لعض أو لخدش من طرفها. بعدها تقوم مصالح المؤسسة بالقتل الهادئ لهذه الحيوانات لعدم قدرة المحشر على استيعابها، وكذا لأنها ليست من الأنواع الرفيعة التي يبحث عنها أصحابها، ولعدم جدوى الاحتفاظ بها كذلك. وفي هذا الإطار، أكد مدير المؤسسة أن هيئته مستعدة لتقديم كل الخبرة والمساعدة للولايات الأخرى في حال عزمها إنشاء محشر للحيوانات الضالة، علما أن بعض الولايات تقوم بعملية القتل مباشرة و التخلص من الحيوان، وهي العملية التي أكد ذات المتحدث عدم فعاليتها واستمراريتها لعدم وجود متطوعين يقومون بهذا العمل. الحشرات والزواحف هاجسا المواطن في فصل الصيف الحشرات هي من أكثر ما يشتكي منه المواطن في فصل الصيف، ويمثل الناموس أكبر التحديات بالنسبة لمؤسسة التطهير وحفظ الصحة للعاصمة، حيث تشهد هذه الفترة انتشارا واسعا لهذا النوع المؤذي من الحشرات، خاصة مع التغير الكثير للطقس الذي شهدته العاصمة بين مطر وحرارة، وهو ما يساعد على تكاثر هذه الحشرات، إضافة إلى تراكم المياه وركودها في الأقبية والأحياء. ولهذا سطرت مؤسسة التطهير و حفظ الصحة للعاصمة برنامجا خاصا للقضاء على هذه الحشرات من خلال قتل يرقاتها قبل أن تتحول إلى ناموس، وذلك باستعمال مواد كيميائية متطورة، ووفق معايير عالمية وأوروبية، حتى لا تشكل خطرا على صحة المواطن.وقال مدير المؤسسة إن مصالحه تستعمل بعض المواد الكيميائية المخلوطة بمادة المازوت حتى تسهل احتراقها وبالتالي معالجة الأماكن التي يتواجد بها الناموس، مشيرا إلى أن المؤسسة ستجرب هذه السنة مواد جديدة و تجهيزات جديدة تم اقتناؤها. وفي هذا الإطار، أكد مدير المؤسسة على ضرورة تضافر الجهود للقضاء على الناموس من خلال تدخل ديوان الترقية والتسيير العقاري، وكذا المواطنين، من أجل تنظيف الأقبية وتجفيفها من المياه، كونها المصدر الأول للناموس في هذه الفترة، وبدورها ستقوم مؤسسة التطهير بمعالجة 3 آلاف قبو مسجل على مستوى العاصمة عن طريق ضخ مواد كيميائية بهذه الأقبية.
الإعلام و تحسيس المواطن ضرورة تؤتي ثمارها تولي مؤسسة التطهير وحفظ الصحة للعاصمة أهمية كبيرة لجانب الإعلام والتحسيس للمواطنين، والتكوين بالنسبة للأعوان العاملين بها، وذلك بالتدخل متى سنحت الفرصة عن طريق وسائل الإعلام المرئية، المسموعة والمكتوبة، من أجل تحسيس المواطن بضرورة انخراطه في العمل اليومي لتحسين الظروف الصحية للعاصمة، حيث أكد مدير المؤسسة أن هذه الخطوة آتت ثمارها، بحيث أصبح المواطن أكثر اهتماما بهذا الجانب بدليل الإتصالات التي تتلقاها المؤسسة من طرف المواطنين لإعلامها عن مصادر التلوث، متمنيا أن يستمر المواطنون في تقديم يد العون للمؤسسة من أجل ضمان بيئة صحية بالعاصمة.