لقي العرض الأوّل لمسرحية ”الأرض والدم” المقتبسة من رواية الكاتب الراحل مولود فرعون، إقبالا كبيرا لجمهور تيزي وزو الذي توافد أوّل أمس السبت بقوّة على المسرح الجهوي ”كاتب ياسين” لمشاهدة العرض الذي أنتجه مسرح تيزي وزو الذي يدخل في إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر. واكتظت قاعة المسرح الجهوي ”كاتب ياسين” بالجمهور الغفير من الكبار والصغار الذين جاؤوا لمتابعة، بشغف كبير، أحداث العرض المسرحي ”الأرض والدم” الذي جسّده بإتقان الممثلون، وخيّم الصمت على القاعة طيلة العرض لتتبعه تصفيقات حارة عند نهايته تأكيدا على نجاح العمل وإعجاب الجمهور به. وتدور أحداث المسرحية -التي قدّمت باللغة العربية- حول شاب ينحدر من إحدى قرى منطقة القبائل يدعى” عامر”، الذي هاجر إلى فرنسا خلال النصف الأول من القرن الماضي بغية إعالة عائلته الفقيرة، ورحلت أحداث المسرحية بالجمهور إلى عمق القصة وذلك بعد اتّهام عامر بقتل أحد أقاربه داخل منجم للفحم، حيث كانا يعملان معا، ليقرّر بذلك عامر الزواج من ابنة قريبه هذا التي تدعى ”ماري”. ووسط ديكور جميل ومتناسق وموسيقى من تأليف الفنان جعفر آيت منقلات غاص الجمهور بعمق في العرض الذي اشتدت أحداثه بعد عودة عامر إلى أرض الوطن، حيث كانت مشكلة عويصة في انتظاره، ذلك أنّ المجتمع القبائلي يركّز على ضرورة أن يكون للعائلة وريث يحمي ميراثها ويضمن استمرار اسمها، وللتخلّص من مشكل عدم الإنجاب تقوم النساء العاقرات على غرار شخصية حمامة في المسرحية باللجوء إلى تزويج أزواجهن ثانية بغرض إنجاب طفل يضمن استمرار تواجد العائلة. فبينما كان عامر منهمكا في شراء الأراضي التي باعها والده نظرا لأهمية ذلك بالنسبة للمجتمع القروي القبائلي، كانت المأساة في طريقها إليه لما قامت والدته وحماة ابن عمه سليمان (العاقر) بنصب فخ له حتى تكون له علاقة حميمية مع شابحة زوجة ابن عمه سليمان بهدف إنجاب طفل يرث العائلة، وينتشر خبر الخيانة في أوساط القرية ويصل الخبر سليمان بشأن هذه العلاقة ويقرّر قتل ابن عمه عامر، وتتسارع الأحداث لينتهي الأمر بقتل سليمان وعامر بعضهما، ويكتشف سكان القرية أن ماري حامل وذلك بعد قيامها برمي حزامها على الجثمان كما تقتضيه العادة لتؤكد للسكان وجود خلافة عامر.