يبدو أن الموزعات الآلية للنقود مبرمجة على عدم الاشتغال أيام العطل، وهي التي استحدثت من أجل أن تساعد المواطنين على سحب أموالهم أيام العطل والأعياد، في الوقت الذي تكون فيه أبواب المؤسسات المالية مغلقة. فعلى سبيل المثال، الموزع الآلي الموجود بالبريد المركزي لايشتغل أيام العطل، بحيث تسد به الفتحة المخصصة لإدخال البطاقات، حتى يفهم المواطن أنه في يوم عطلة وعليه انتظار بداية الأسبوع. والسؤال المطروح لماذا وضعت هذه الموزعات الآلية للنقود إذا كانت لا تشتغل إلا في أيام الأسبوع؟ فهل بإمكان المسؤولين عن بريد الجزائر أن يقدموا إجابة وافية وهم الذين يتهمون المواطن بأنه لا يملك ثقافة استخدام البطاقة الالكترونية؟ الأكيد أن الخلل ليس عند المواطن الذي توجه له أصابع الاتهام، بل عند الذين يغلقون هذه الموزعات الآلية تارة باسم غياب ”الريزو” وتارة بسبب عدم ملئها بالأموال وتارة -وهو ما تلجأ إليه معظم المؤسسات المالية البنكية، منها والبريدية- عبارة ”الجهاز تحت الصيانة” والغريب أن هذه العبارة لا نقرأها إلا أيام العطل! وقبل أن ترمي هذه المؤسسات كل اتهاماتها على المواطن، فإن الأحرى بها أن توقف كل هذه الموزعات الآلية أو تنزعها، وعندما تكون جاهزة لتسييرها على أحسن ما يرام تعيد تشغيلها. وهكذا يتخلص المواطن من ”تكسار الراس” وهو يحاول مرارا الحصول على أمواله دون جدوى. فرجاء أصلحوا الخلل ولا تلصقوه بالمواطن.