خيبة أخرى تضاف لسجل النكسات، التي سجلتها المنتخبات الوطنية لكرة القدم، فبعد الإقصاء المرير للأكابر في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا، جاء الدور لأصاغرهم، الذين خرجوا هم أيضا صفر اليدين من منافسة كأس إفريقيا، التي تجري وقائعها بالجزائر وبحضور جماهيري كبير جاء لمساندة ”الخضر”. الفريق الوطني لأقل من 20 سنة، أظهر وأكد من خلال إقصائه من هذه المنافسة القارية الهامة، والتي كانت ستسمح له بالمشاركة في كأس العالم لهذه الفئة لو واصل مشواره فيها إلى آخره، بعد 34 سنة من الغياب، أكد بأن هناك عدة أمور لابد من مراجعتها على مستوى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أولها السياسة المنتهجة من قبل رئيس الفاف فيما يتعلق بهذه المنتخبات الوطنية، باعتماده على استيراد اللاعبين والمدربين دون إعطاء الفرصة للمحليين، من خلال انتهاج سياسة تكوينية على المديين البعيد والقريب، وهو الذي يدخل هذا العام عهدته الثالثة على رأس هذه الهيئة الكروية. سياسة تحضير المنتخبات بسرعة من أجل المشاركة في مثل هذه المنافسات، وتجريب العديد من اللاعبين المكونين في البلدان الأوربية، أظهرت أنها فاشلة إلى حد بعيد بدليل الإقصاء المزدوج لمنتخباتنا وبأية طريقة، بخروجها في المراتب الأخيرة من هذه المنافسات القارية، ليضاف ذلك إلى سلسلة الفضائح الكبيرة لكرة القدم الجزائرية، التي تعاني الكثير خلال السنوات الأخيرة، دون أن يدق ناقوس الخطر، فلا بطولة مشرفة رغم كل الملايير التي تصرف فيها، والتي لا تحمل من الاحترافية سوى الاسم فقط، رغم اعتمادها من قبل الفاف التي أسرعت للانطلاق في هذا المشروع دون دراسته من كل الجوانب، ليفشل الاحتراف في الجزائر باعتراف رئيس الفاف محمد روراوة، الذي وفي كل مرة يسأل عنه، يجيب بأنه لابد من وقت لتجسيد هذا المشروع، غير أن كرة القدم الجزائرية تضعف من يوم لآخر وتنهار بشكل كبير، ويؤثر ذلك على أداء الفرق الوطنية، التي أصبحت لا تستطيع حتى الوقوف الند للند أمام منتخبات إفريقية ضعيفة لا تملك من الإمكانيات ما تملكه المنتخبات الوطنية الجزائرية. هذا الفشل الجديد للكرة الجزائرية، أثبت أن سياسة الرئيس الحالي للفاف، والتي تعتمد أساسا على توفير الإمكانيات المالية للمنتخبات الوطنية، لا يخدم كرة القدم الجزائرية، لأنه جميل أن توفر كل هذه الوسائل التي تساعد على العمل، إلا أنها لن تكون كافية إن لم تكن هناك استراتيجية واضحة للنهوض بهذه الرياضة، من خلال وضع الآليات اللازمة للتكوين القاعدي على المستوى البعيد، لأن هذا فقط ما سيغير من الوضعية الحالية لكرة القدم في الجزائر. من الجيد أن يتحمل المدرب جون مارك نوبيلو كل المسؤولية ويغادر العارضة الفنية للمنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، بعد أن اعترف بفشله في المهمة التي أوكلت له، إلا أن تصريح هذا التقني الفرنسي يحمل الكثير من الدلالات، عندما قال :« إنها المرة الأولى بالنسبة لي في 25 سنة كاملة أعمل فيها في ميدان التدريب، أفشل فيها بهذه الطريقة”، هذا يعني أن الأمر أعمق من أن يكون المدرب هو الوحيد الذي يجب عليه أن يتحمل المسؤولية، ومن خلال هذا التصريح أيضا، يظهر أن هناك أمورا أخرى سيأخذها نوبيلو معه إلى بلده. فإقصاء منتخب أقل من 20 سنة سيبقى وصمة عار أخرى تضاف إلى نتائج المكتب الفدرالي برئاسة محمد روراوة، فهل سيتحمل هو الآخر المسؤولية قبل أن يقصى الفريق الوطني الأول أيضا من التأهل إلى كأس العالم؟