من المنتظر أن تنظّم الودادية الجزائرية لمكافحة الآفات الاجتماعية شهر جوان 2013، منتدى علميا وطنيا حول مكافحة الآفات الاجتماعية والفساد، بمشاركة العديد من الأساتذة المختصين في علمي النفس والاجتماع وإطارات من الأمن والدرك ومؤسسات المجتمع المدني، بهدف تحليل الآفات الاجتماعية ووضع حلول مناسبة لها. وكشف السيد رشيد عطو، رئيس الودادية الجزائرية لمكافحة الآفات الاجتماعية خلال ندوة صحفية عقدها أمس، بأول ماي تحضيرا للمنتدى، أنّ هذا الأخير سينعقد بعد الاستفحال الكبير للظواهر الاجتماعية الدخيلة على المجتمع الجزائري، وقال إنّ عددا لا بأس به من الأساتذة والدكاترة المختصين في ميادين علم النفس والاجتماع إلى جانب رؤساء جمعيات ناشطة والمنتخبين المحليين لولايات الوطن، سيعكفون خلال 3 أيام على تحليل الآفات الاجتماعية وتقديم حلول واقعية للحد منها. وأجرى المتحدث تحليلا لبعض تلك الآفات الاجتماعية المستفحلة بمجتمعنا، قائلا :إن المخدرات تعتبر بحق أخطبوط قد مدّ أذرعه لتصل حدود أقسام المدارس، وإلى جانبها، ظاهرة اختطاف الأطفال التي ندد بها بشدة، مخاطبا وعي المواطن العادي للعمل بالتنسيق مع مختلف مؤسسات الدولة والجمعيات لوضع حد لها، معتبرا هذه الظاهرة دخيلة على مجتمعنا، وقد بدأت في الاستفحال منذ 2009 “حينها لفتت الودادية أنظار كل الفاعلين الاجتماعيين حول هذه الظاهرة. وقد أمطنا اللثام عن ظاهرة اختطاف الأطفال بغرض استئصال بعض أعضائهم البشرية، ولكن هذه النداءات لم تجد أذانا صاغية، واليوم نقف على تفشي هذه الظاهرة” يقول رشيد عطو، موضحا من جهة أخرى، أنّ “الفساد الذي ينخر الإدارة الجزائرية هو السبب الرئيسي لانعدام حلول جذرية لبعض الآفات الاجتماعية، التي إن لم تتحرك السلطات المعنية بصفة مستعجلة لحلها، فإنّ الوضع سيزداد تأزما، وهو ما قد يهدد استقرار المجتمع”. من جهة أخرى، أكد رشيد عطو أن “بعض الجهات تعرقل عمل الودادية التي تعمل منذ 2008 على تحليل الآفات الاجتماعية وإيجاد حلول جذرية لها، عن طريق الذهاب إلى منبع الآفة نفسها، والعمل هنا يكون بتدوين تقرير مفصل عن هذه الآفة أو تلك من طرف لجنة متخصصة في كل بلدية من بلديات الوطن، ولاحظنا تفشي الرشوة والمحسوبية في الإدارات، ولكن هناك جهات خفية هدفها عرقلة عملنا، ولذلك نناشد الوزير الأول النظر بعين الاعتبار لندائنا وتسهيل عملنا الذي نهدف من خلاله إلى حماية المجتمع وبالتالي خدمة البلد”. ومن جملة النشاطات التي قامت بها الودادية منذ 2008 سنة، تأسيسها للعمل التضامني الشباني، إعداد ما يزيد عن 10 آلاف تقرير حول مختلف الآفات الاجتماعية في ال48 ولاية، وتأتي المخدرات على رأس قائمة تلك الآفات، تضاف إليها الرشوة والمحسوبية في الإدارات، وهناك أيضا الوضعية بالمستشفيات وجعل المريض رهينة يتقاذفها الأطباء لاسيما في القطاع الخاص، إلى جانب بروز ظواهر جديدة، ومنها مافيا تحويل الفتيات نحو شبكات الدعارة، وهذا بعد استمالتهن نحو السفر لأوروبا، بغرض دمجهن في شركات عروض الأزياء وتحويلهن بعدها نحو شبكات الفسق والدعارة، إلى جانب شبكات أخرى تستميل الشباب الراغب في الهجرة نحو أوروبا كذلك، ولكن يتم بيعهم في أعالي البحار لشبكات الاتجار بالأعضاء، وهي الظواهر التي لم يعط بشأنها المتحدث أرقاما معينة، و«لكننا نؤكد وجودها في مجتمعنا ونخاطب وعي المواطنين بشأنها والحذر الشديد منها”، يقول رشيد عطو. جدير بالإشارة، إلى أن المنتدى العلمي الوطني حول مكافحة الآفات الاجتماعية والفساد، ستستمر أشغاله على مدار ثلاثة أيام، واختيرت الإشكالية الأساسية له في تحديد دور المجتمع المدني في مكافحة الآفات الاجتماعية. ولم يتم بعد اختيار الولاية التي ستحتضنه، وما يزال النقاش حول اختيار ولاية تيبازة أو برج بوعريريج لذلك.