دعت جمعية المنتجين الجزائريين للمشروبات كلا من وزارتي الفلاحة والتنمية الريفية والتجارة للتدخل وتنسيق العمل ما بين المنتجين والفلاحين لتنويع الإنتاج الوطني من الحمضيات ودمجه في مجال صناعة عصير الفواكه. واستغل عدد من المنتجين والخبراء فرصة تنظيم ملتقى حول تثمين المنتوجات الزراعية في المشروبات لمناقشة إشكالية عزوف المنتجين عن استعمال الفواكه الطازجة في إنتاج مختلف أنواع العصائر. وفي هذا الإطار، يقول السيد محمد هني مزارع ومستشار بمجموعة التفكير "فلاحة اينوف" أن الفوضى التي تعرفها سوق الجملة للخضر والفواكه وعدم وجود هيئة تقوم بمرافقة علمية التوزيع والفصل بين المنتجات الفلاحية، حسب نوعيتها واستعمالاتها، كانت وراء انخفاض نسبة دمج الفواكه الطازجة في عملية إنتاج العصائر. مشيرا إلى أن المستثمرات الفلاحية تشهد إنتاج عدة أنواع من البرتقال واليوسفية "مندرين" غير أن المحولين لا يعرفون النوع الملائم لإنتاج المشروبات. من جهتها، تطرقت ممثلة جمعية المنتجين الجزائريين للمشروبات السيدة مريم مجوبي إلى العراقيل التي يواجهها المحولون خلال استعمال المنتوج الطازج للبرتقال المحلي، منها ما يتعلق بالسعر المرتفع للبرتقال في السوق مما ينعكس سلبا على القيمة الحقيقة للمنتوج، من منطلق أن لترا واحدا من عصير البرتقال يستوجب أربعة كيلوغرامات من البرتقال بسعر 200 دج للكيلوغرام الواحد، بالمقابل فإن مركّز البرتقال المستورد من البرازيل يستعمل فيه المحول 2 كيلوغرام من البرتقال بسعر 10 دج للكيلوغرام الواحد، ناهيك عن نوعية البرتقال المحلي الذي يتميز بانخفاض نسبة العصير ب35 بالمائة والسكر ب11 بالمائة مما يتطلب إضافة بعض الملونات والحمضيات. كما تطرقت السيدة مدجوبي إلى إشكالية الأمن الصحي بمؤسسات التحويل التي تتطلب معايير جديدة غير معتمدة خاصة في مجال التخزين والتصبير، وهي المشاكل التي تجعل المحولين يفضلون استيراد مركز الفواكه من الخارج عوض استعمال المنتوج الوطني الطازج. ولدى تطرق السيد مراد بوعتو نائب رئيس جمعية المنتجين الجزائريين للمشروبات إلى نشاط الجمعية التي تضم 135 محولا يضمنون 80 بالمائة من طلبات السوق الوطنية من المشروبات والمياه المعدنية من أصل 700 مسجل لدى مصالح التجارة في هذا النشاط، دعا وزارة التجارة إلى الإسراع في إعداد المدونة الخاصة بالمضافات الغذائية المسموح باستعمالها في إنتاج المشروبات خاصة وأن القانون الجديد الخاص بالمضافات الغذائية والملونات سيدخل حيز التطبيق شهر ماي المقبل . كما أشار السيد بوعتو إلى ضرورة تشديد الرقابة من طرف مصالح قمع الغش بعد اكتشاف تسويق مركز برتقال مشبوه يتم استيراده من الصين، مشيرا إلى أنه لا يمكن استعمال منتوج البرتقال الطازج في سلسلة الإنتاج من دون أن يتم تنظيم العلاقة ما بين المحول والفلاح، مقترحا على وزارة الفلاحة اعتماد أنواع جديدة من البذور ومرافقة عملية السقي حتى يتم إنتاج نوع خاص من الفواكه بالمواصفات المطلوبة من طرف المحولين، أما وزارة التجارة فهي مطالبة بتنظيم عملية التسويق والفصل ما بين مختلف أصناف الفواكه فهناك من هو مخصص للاستهلاك، وهناك ما يوجه للتحويل والتصبير بشرط ألا يتم التعامل مع وسيط ما بين المنتج والمحول للتخفيف من تكاليف الإنتاج. ولبلوغ رهان دمج المنتوج الطازج في التحويل وإنتاج مختلف أنواع المشروبات دعت الجمعية وزارة التجارة إلى الإسراع في فتح المخابر لإعداد التحاليل اللازمة مع إنشاء هيئة خاصة للمطابقة.