اعتبر الأستاذ بالمدرسة العليا للفلاحة بالحراش، بوحوش إبراهيم، أن نوعية البرتقال المنتج في الجزائر، تجعل صناعة وإنتاج مشروبات البرتقال مرتبطة باستيراد موادها الأولية الأساسية، الأمر الذي يشمل كذلك جميع أنواع المشروبات، وهو ما دفع رئيس جمعية المنتجين الجزائريين للمشروبات، علي حماني، إلى دعوة المعنيين إلى فتح النقاش لإيجاد الحلول لهذه المشكلة. وقال السيد حماني، أمس، بفندق الهيلتون، في ندوة صحفية متعلقة بملتقى تثمين المنتوجات الزراعية في المشروبات، المقرر تنظيمه يوم غد بفندق الهيلتون، إن الواقع يكشف أن العرض الوطني لإنتاج العصير المركز المستعمل لإنتاج المشروبات يبقى ضئيلا جدا ولا يغطي إلا جزءا صغيرا من طلب منتجي المشروبات في الجزائر، فمنتجو المشروبات الذين يغطّون طلب السوق الوطنية بنسبة 90 بالمائة، يستوردون أغلبية حاجتهم من العصير المركز من الخارج وخاصة من البرازيل. وتحدث رئيس الجمعية عن مشروبات البرتقال، متسائلا عن سبب عدم القدرة على استخراج كمية كافية من العصير المركّز انطلاقا من البرتقال الجزائري. وقال إن كيلوغرامين اثنين من البرتقال البرازيلي يوفّران لترا من العصير المركّز، في حين أن نفس الكمية من العصير تتطلب 4 كيلوغرامات من البرتقال. وكشف الأستاذ بوحوش أن المشكلة مرتبطة بنوعية البرتقال المنتج في الجزائر التي لا تحتوي على أكثر من 40 بالمائة من المياه، في حين أن البقية عبارة عن ألياف مثل برتقال ''طومسون'' الموجه للاستهلاك المباشر. وأضاف أن نوعية البرتقال البرازيلي المستخدم لإنتاج العصير المركّز تتوفر على 80 بالمائة من المياه، ما يمكّن من استخراج كمية أكبر منه. وأوضح المتحدث بأن المسألة مرتبطة بسياسة وطنية توجّه لإنتاج هذا النوع من البرتقال ذي الكمية الوافرة من المياه، إذا أرادت السلطات تطوير صناعة مشروبات هذه الفاكهة. لكن الخبير أشار إلى أن الجزائر تعاني من شح للمياه، على اعتبار أن معدل استهلاك الجزائري السنوي للماء لا يتعدى 500 لتر، في حين أن المعدل العالمي مقدر ب6500 لتر. وأضاف بوحوش أن العجز في توفير المياه، يعدّ عائقا كبيرا لإنتاج برتقال موجّه لصناعة المشروبات. وأورد رئيس مجموعة التفكير ''فلاحة''، أمين بن سمان، أن الملتقى المقرر تنظيمه غدا، سيكون مناسبة لطرح الانشغالات بين المعنيين والمتدخلين في إنتاج المشروبات والربط بينهم وبين الفلاحين.