شكل انعدام شبكة اتصال بين المنتج (الفلاح)، المحول و المستهلك جوهر النقاش الذي أثاره المتدخلون في ملتقى حول تثمين المنتوجات الزراعية في المشروبات المنظم أمس بنزل الهلتون، وأكد المتدخلون على ضرورة الربط بين حلقات هذه السلسلة، لتقديم للمستهلك منتوج مشروب غني بالفيتامينات الطبيعية من مّركز الفواكه، تراعى في تركيبته كل المعايير المطلوبة، للتقليل من استعمال النكهات الاصطناعية والأصبغة الكميائية ذات الأثر السلبي على الصحة. واعتبر المتدخلون في هذا اللقاء الذي نظمته جمعية المنتجين الجزائريين للمشروبات بالتعاون مع مؤسسة مجموعة التفكير «فلاحة اينوف» أن تفادي استعمال المستخلصات الصناعية (الكميائية) في إنتاج المشروبات يتطلب تطوير صناعة هذه الأخيرة انطلاقا من مّركز الفواكه الطبيعية. وبالنسبة رئيس جمعية المنتجين الجزائريين للمشروبات علي حماني، فإن تطوير صناعة المشروبات وفق المعايير المطلوبة، تتطلب ربط علاقة وطيدة بين مختلف الأطراف الفاعلة، وهو الهدف الذي من أجله تم تنظيم هذا اللقاء، الذي حضره المتعاملون، لطرح انشغالاتهم، ومناقشة مختلف المشاكل التي تواجه هذا الفرع من الصناعات الغذائية. ذكرت مريم مجوبي في مداخلتها حول عصير البرتقال، أن هذا المنتوج يعد الأكثر استهلاكا في الجزائر، غير أن صناعة مشروب بمركز طبيعي من هذا النوع من الفاكهة يتطلب كميات كبيرة من المنتوج، كما يتطلب أن يكون المنتوج ذو نوعية، بالإضافة إلى السعر المرتفع لهذا المنتوج الفلاحي، مما يحتم للجوء إلى الاستيراد . وأعطت المتحدثة مثالا عن سعر البرتقال المنتج محليا الباهض جدا (لا يقل عن 100 دج في أحسن الأحوال)، ما يمثل حسبها عائقا أساسيا أمام منتجي المشروبات، لأن الحصول على مرّكز 1 كلغ من البرتقال يتطلب 20 كلغ من هذا المنتوج، وهذا ما يجعل كلفة المنتوج مرتفعة، بينما سعر الكيلوغرام الواحد من البرتقال المستورد لا يتجاوز 10 دج، وكلفته تكون اقل بكثير، وهذا ما يساهم في بقاء التبعية للخارج بالنسبة للمادة الأولية. وأكد الدكتور جمال منصوري ل «الشعب» أن المنتج الفلاحي للفواكه الموجهة للتحويل، تقتضي مراعاة مواصفات صحية، وقانونية، وتدابير إجرائية لا بد من إدماجها فيما يسمى شروط انجاز وحدات التحويل والإنتاج، بالإضافة إلى ضرورة إنشاء مخبر لمراقبة نوعية المنتوج المراد إيصاله إلى المستهلك.