كشف المدير العام لإدارة السجون السيد مختار فليون أن اغلب الجرائم التي ارتكبها المحبوسون في الجزائر تتعلق بالسرقة والمخدرات وأن 70 بالمائة من مرتكبيها مستواهم التعليمي اقل من المتوسط، الأمر الذي يؤكد أهمية وضرورة تدعيم الدراسة والتعليم والتكوين داخل المؤسسات العقابية. وأكد المتحدث أن أحسن علاج لهذه المظاهر هوالتعليم كما انه وسيلة لمعالجة الأفكار الجنوحية، موضحا خلال معاينته أمس لسير امتحانات إثبات المستوى بسجن الحراش أن أزيد من 10700 محبوس معنيون بهذه الامتحانات. وأكد المدير العام لإدارة السجون خلال معاينته لسجن الحراش سير امتحانات إثبات المستوى التي انطلقت أمس بالمؤسسات العقابية التي اختيرت لتكون مراكز امتحانات رسمية عبر كامل التراب الوطني والخاص بالتلاميذ الدارسين عن بعد (بالمراسلة) أوباستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال والتي ينظمها ويشرف عليها الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد أن عدد الدارسين عن بعد بالمراسلة من المحبوسين في ارتفاع مستمر حيث قفز من 809 مستفيد في سنة 1999 إلى 10598 في 2007 الأمر الذي يقتضي فتح أقسام جديدة وهو ما طلبه أمس رئيس مركز الامتحانات بمؤسسة الحراش. وقد فتح الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد الذي يشرف على هذه الامتحانات بالتنسيق مع وزارتي العدل، والتربية الوطنية 117 مركز امتحان داخل المؤسسات العقابية تستقبل 10743 مترشحا من بينهم 125 امرأة من أصل 642 مركز امتحان تابع للديوان. في حين أوضح مدير إدارة السجون أن البرامج الدراسية والتكوينية المطبقة في السجون هي بمثابة السلاح الأنجع لمحاربة الجنوح وبالتالي تخفيض نسبة الجريمة لدى العديد من الشباب. خلال زيارتنا في اليوم الأول من الامتحانات وفي الفترة الصباحية حيث كان المترشحون للانتقال إلى السنة الثالثة متوسط منهمكون في امتحان مادة الرياضيات استفسر مدير الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد السيد محمد حاج جيلاني الذي كان يرافق الوفد عن سبب شغور بعض الطاولات لنعلم أن 52 مترشحا لم يحضروا اليوم الأول للامتحان علما أنهم كانوا قد استفادوا قبل أيام من الإفراج النهائي بينما حضر البعض من بينهم امرأة علما أن عدد النساء الممتحنات بمركز الحراش بلغ 15 امرأة من أصل 243 حضرن الامتحان موزعات على 7 أقسام ومدرج كبير. وبقسم مستوى الثانية ثانوي تحدثنا للشاب (م/ن) الذي لم يخف إسراره على بلوغ الهدف الذي أراده أن يكون الفوز بالبكالوريا قائلا: "لقد اخطأت وها أنا أنال جزائي لكن سوف اجعل من عقوبتي هذه درسا ودفعا إلى الأمام وتعويض ما فاتني "بالأحسن" ولم ينس محدثنا ابن باب الوادي أن يشيد بفريقه المفضل المولودية بعد أن تخلصت من هاجس النزول. امتحانات إثبات المستوى التي خصت الدارسين من مستوى الثانية متوسط إلى الثانية ثانوي شملت 7826 في مستويات التعليم المتوسط و2908 في مستويات التعليم الثانوي بينما بلغ حسب مسؤول إدارة السجون عدد المترشحين لدورة جوان لهذا العام 1344 محبوسا لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا و2423 محبوسا لامتحان شهادة التعليم المتوسط. للإشارة فإن الوفد المعاين لمراكز الامتحانات كان قد تنقل أمس إلى المؤسسة العقابية لتيجلابين بولاية بومرداس.