أكد رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي السيد محمد الصغير باباس أول أمس، بواغادوغو أن الشراكات مع إفريقيا يجب أن ترتكز على الحاجات التي يعبّر عنها الأفارقة أنفسهم· وفي كلمة له في الجمعية العامة للمجالس الاقتصادية والاجتماعية الإفريقية، ألحّ السيد باباس على ضرورة "قلب العملية، والانطلاق من حاجات أفريقيا التي يعبر عنها الأفارقة أنفسهم، وليس باعتبار الحاجات المفترضة لإفريقيا، على أساس مقاربة ترتكز على المساعدات أو الممارسات التي تكاد لا تخفي بعض النوايا" · واستطرد السيد باباس يقول "لا يمكن الحديث عن التنمية دون وجود شبكة واسعة للمنشآت القاعدية ووسائل النقل، مما يفرض ضرورة قراءة جديدة للواقع في إفريقيا، وتأكيد عزمها المتجدد على الخوض في مسعى تكريس جهودها الداخلية للتنمية اعتمادا على النماذج القارية للنيباد، والآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وكل هيئة ترغب قارتنا في استحداثها في المستقبل" · واعتبر السيد باباس أن إفريقيا تشكل أولوية على المستوى الدولي، مؤكدا أن كلمة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لدى افتتاح المنتدى التاسع لمنتدى الشراكة مع إفريقيا "لا تدع أي مجال للشك حول وجهة التحولات العالمية الكبرى وتداعياتها، فيما يتعلق بالسلوكات الجديدة التي يجب أن يتميز بها كافة الفاعلين في هذا الفضاء العالمي، في إطار مقاربة واعية ومتوازنة"· وأردف يقول "لا يمكننا إغفال التوجهات الجديدة التي تميز الاستراتيجية الأوروبية تجاه إفريقيا"· ومن جهة أخرى، أكد السيد باباس أنه يتعين على المجالس الاقتصادية والاجتماعية المشاركة في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية· وأضاف أن "مجالسنا الاقتصادية والاجتماعية يجب أن تعمل أكثر من أي وقت مضى على تسليط الضوء على مسار معرفة أحسن الوسائل لكسر سلسلة الأسباب التي تقف وراء انعدام التوازن الذي يعرقل تقدم الإنسانية جمعاء في مسار بحثها عن التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي" · وفي هذا الإطار اعتبر السيد باباس أن "مشاركة المجالس الاقتصادية والاجتماعية في نقاشات المجتمع على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي تعتبر عنصرا أساسيا لمصداقيتنا في مختلف مراحل التمثيل"· وأضاف قائلا "يجب علينا أن نحاول تأسيس خيار كفيل بمنح الشعوب نماذج حقيقية عن التضامن"· واقترح رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي أن يباشر الاتحاد الإفريقي تفكيرا جماعيا حول ثلاث آفاق نموذجية أساسية يتمحور أولها حول "الأملاك العمومية الشاملة"، فيما يتعلق الثاني بإشكالية الفقر، والثالث بترتيب خطوط الهوة التي تفصل بين رؤى الدول، لا سيما بين الشمال والجنوب·