يسود في أوساط وزارة الشباب والرياضة، استياء وتذمر كبيران من تصرف فريق مولودية الجزائر في نهائي كأس الجمهورية، لا سيما وأن المسؤول الأول عن القطاع، محمد تهمي، كان من بين الأطراف التي سعت جاهدة للحيلولة دون عدم مشاركة مسيري ولاعبي العميد في حفل تسليم الكأس والميداليات. وبلغت درجة استياء الوزارة الوصية من تلك التصرفات غير المنتظرة، حد استعداد مسؤوليها لمساندة اتحادية كرة القدم والرابطة الوطنية، في كل التدابير التي ستتخذانها ضد كل من تسبب في مهزلة نهائي كأس الجزائر، وقد كشف مصدر مسؤول بالوزارة ل ”المساء” أن هذه الأخيرة ستمضي بدون تردد على اقتراح الإقصاء مدى الحياة ضد الأطراف التي تثبت عليها مسؤولية منع فريق العميد من المشاركة في الحفل الاختتامي لنهائي كأس الجزائر، كما ستساند وزارة الشباب والرياضة أي إجراء يرمي إلى إعادة تنظيم بيت مولودية الجزائر من جديد، لاعتقادها أن طبيعة التسيير التي خضع إليها الفريق في السنوات الأخيرة كانت كارثية، ولا بد من إضفاء عملية تسيير أخرى تسمح للعميد بالابتعاد نهائيا عن سياسة التكتلات والتلاعب بمستقبل النادي، الذي تضررت سمعته بسبب تصرفات طائشة لمسيريه، الذين وصل بهم الأمر إلى حد الإساءة إلى تاريخه النضالي الذي يعود إلى سنوات الحركة الوطنية وحرب التحرير. وقد كان وقع حادثة نهائي كأس الجمهورية شديدا على أوساط مولودية الجزائر، التي تفاجأت بتصرفات اللاعبين ومسيريها، واعتبروا ما حدث بملعب 5 جويلية مساسا خطيرا بسمعة النادي، الذي تعود نشأته إلى اثنتين وتسعين سنة خلت، وقد أصبحت هذه الأوساط تطالب الهيئات الرسمية لكرة القدم بتطبيق أقصى العقوبات على المتسببين في هذه المهزلة، وهو ما ذهب إليه الأمين العام للنادي الهاوي، السيد كمال قصباجي، الذي قال : ” لدينا الثقة الكاملة في لجنة الانضباط ونأمل في أن تكون العقوبة ردعية وعبرة لكل من تسول له نفسه المساس بالمبادئ السامية للرياضة في بلادنا، بل نطالب بإقصاء المتسببين في هذه المهزلة مدى الحياة من الحركة الرياضية”. وقد حمل النادي الهاوي لمولودية الجزائر، رئيس فرع الفريق، عمر غريب، مسؤولية ما حدث في نهائي كأس الجمهورية، حيث طالب على لسان أمينه العام، كمال قصباجي، بأن تقوم لجنة الانضباط بتسليط الضوء على هذه القضية، كما لم يتردد في تحميل مؤسسة سوناطراك مسؤولية الوضعية التي آلت إليها مولودية الجزائر، متسائلا كيف لمجلس إدارة العميد أن يقع تحت تأثير شخص لا يمت بأية صلة لكرة القدم يشرف على تسيير فريق عريق مثل مولودية الجزائر؟ إلا أن أعضاء النادي الهاوي متخوفون كثيرا من تعرض الفريق لعقوبة من لجنة الانضباط، حيث اعتبروا أن زملاء بوقاش لم يتصرفوا بمحض إرادتهم، بل تلقوا أوامر من مسيرهم عمر غريب لكي يقاطعوا مراسم نهائي كأس الجمهورية. تجدر الإشارة إلى أن لجنة الانضباط والطاعة التابعة للرابطة الوطنية، ستنظر اليوم في هذه القضية، فبالإضافة إلى استدعائها لكل من رئيس مجلس الإدارة كمال عمروش، ومنسق الفرع عمر غريب، والمدرب جمال مناد، ستستمع أيضا للاعبين رضا بابوش وفوزي شاوشي بعد أن صرحا أن زملاءهما لم ينفذوا سوى تعليمات مسؤولي الفريق.