احتفلت المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، بالرغاية، بمرور ثلاثين سنة على تأسيسها، وذلك في إطار الاحتفال بخمسين سنة من الاستقلال، بحضور شخصيات وطنية وثقافية، الذين نظمت لهم زيارة لوحدة الأشغال، حيث اطلعوا على سير أعمال صناعة الكتاب من بدايته إلى نهايته ليتم في نهاية الحفل تكريم رجال المؤسسة الذين خدموا الكتاب ببلادنا. أسبوع كامل خصصته المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية للجمهور عامة والمختصين في صناعة الكتاب وتوزيعه بصفة خاصة، للاطلاع على ما توصلت إليه المؤسسة من إدخال أجهزة حديثة لطباعة الكتب وملحقاتها بنوعية ذات جودة عالية. وزار المدعوون لهذا الاحتفال الكبير بمؤسسة استطاعت أن تحتفظ بشعلتها منيرة رغم اشتداد العواصف عليها من جميع الجهات، ورشة وحدة الطباعة التي تم تجهيزها بأحدث أجهزة الطباعة الألمانية، ومن ورشة وحدة الطباعة طاف الجميع بالورشات الأخرى مثل ورشة وحدة الأشغال المدنية المستمرة ووحدة النشر والتوزيع، حيث اطلعوا على عدد هائل من العناوين التي تم طبعها في المؤسسة عبر مراحلها. وبعد زيارة الورشات ألقى الرئيس المدير العام للمؤسسة، السيد حميدو مسعودي، كلمة بهذه المناسبة، أكد فيها أن المؤسسة تحتفل بثلاثين سنة من تأسيسها ونحن لم تمر علينا عدة أيام وقد احتفلنا بذكرى مجازر الثامن ماي 1945م وذكرى 19 ماي 1956 اليوم الوطني للطالب، الذي ترك فيه الطلبة الكتاب والقلم لتلبية نداء الثورة التحريرية. واستعرض السيد مسعودي المراحل التي مرت بها صناعة الكتاب في بلادنا منذ الاستقلال وإنشاء الشركة الوطنية للنشر والتوزيع التي قامت بواجبها لغاية 1983، حيث تفرعت لأربع مؤسسات تم حل البعض منها بعد التعددية حيث فقد 4500 عامل مناصبهم، وبقيت المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية واقفة بفضل الرجال الذين عملوا على إبقائها حية ترزق والموت يخطف ما حولها من مؤسسات. كما عبر الرئيس المدير العام عن آيات الشكر والامتنان للرجال الذين حافظوا على المؤسسة منهم محمد الطاهر ڤرفي وتواتي جمال بعد أن مرت المؤسسة بمراحل صعبة وبمشاكل مالية ولكن تصميم وصمود الرجال أبطل خوصصة المؤسسة. كما تطرق السيد حميدو مسعودي إلى الأضرار التي خلفها زلزال بومرداس 2003 وسبب لها التوقف عن العمل لعدة أسابيع كما شكر السيد كل من وقف من المؤسسات الأخرى مع المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية. وبعد هذه الكلمة، تم تكريم عمال المؤسسة منهم الصحفي قدور حمصاجي، اسماعيل أمزيان، الدكتور كيحل عقبة، محمد الطاهر ڤرفي، بغاج محمد، جمال تواتي، مثناني أحمد وأقدم عامل في المؤسسة مستاري مصطفى، كما قدمت المؤسسة لجمعية البركة لذوي الاحتياجات الخاصة كراسي متحركة. المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية خطت بالكتاب الجزائري نوعا وكما وصناعة خطوات عملاقة بفضل إدارتها وعمالها الذين قدر عددهم اليوم بحوالي 450 عاملا يسهرون على وضع الكتاب الجزائري في أرقى المستويات التي يحتلها الكتاب في العالم وذلك بفضل التجهيزات الحديثة والخبرة التي اكتسبتها المؤسسة مدة 30 سنة في خدمة الكتاب.