في واحدة من أمتع المباريات النهائية لدوري أبطال أوروبا، فاز بايرن ميونيخ على بوروسيا دورتموند بنتيجة (2 –1) بملعب ويمبلي بالعاصمة الإنجليزية لندن، وأحرز لقب البطولة للمرة الخامسة في تاريخه بعد مشواره الحافل في السنوات الأربع الأخيرة بتأهله للمرة الثالثة للنهائي، وكان أبرز مشهد له في هذه البطولة فوزه الاكتساحي على برشلونة الرهيب بسباعية نظيفة في مجموع مباراتي الذهاب والإياب في الدور قبل النهائي. استحق بايرن الفوز واللقب، رغم أنه لم يكن الأفضل في مجمل المباراة، إلا أنه لعب بتركيز طوال وقت المباراة ولم يفت في عضده العديد من الفرص الضائعة وخاصة من إنفرادات آرين روبن، وتحمل الكثير من ضغط دورتموند وحماس لاعبيه واندفاعهم، ونجح مدربه الخبير هاينكس بين الشوطين في علاج أخطاء الشوط الأول والعودة لإيقاعه وحالته الفنية العالية التي حقق من خلالها الفوز والكأس. حفلت بالمباراة بالقوة والإثارة والحماس والروح العالية من الفريقين، اللذين أخرجا مخزونا هائلا من اللياقة والأداء الفني الرفيع وسعى كل منهما للفوز بلا هوادة حتى صافرة النهاية، ولم يؤثر ذلك على قيمة وكفاءة المستوى الخططي والتكتيكي للفريقين، حيث أدار المدربان هاينكس وكلوب منظومة خططية منضبطة، رغم تفاوت الأداء والنتيجة على مدى وقت المباراة. الشوط الأول جاء لصالح بوروسيا دورتموند لعباً وسيطرة وضغطاً، بعد أن نجح في فرض تفوقه في منتصف الملعب، مستغلاً تشتت مارتينيز وشفانشتايجر مدافعي خط وسط البايرن، خاصة مع سرحان ريبيري وأرين روبن وتوماس مولر في الواجبات الهجومية على حساب المساندة الدفاعية، في حين وجد بيندر وجوندوجان دعما إيجابيا من ريوس وبواشتشيكوفيسكي وجروسكروتز، دفاعا وهجوما، فنجحوا مع ليفاندوفيسكي في السيطرة وتهديد مرمى مانويل نوير الذي أنقذ أكثر من فرصة خطيرة وتحمل تراجع مستوى فريقه، وحتى عندما لاحت فرص خطرة جدا للبايرن من خلال الهولندي المنحوس أرين روبن، تكفل بإضاعتها سواء برعونته أوعجز قدمه اليمنى أو تألق الحارس فايدنفلر . أما الشوط الثاني فكان شوط التقلبات والأهداف والحسم، ورغم بداية الشوط بسيطرة من دورتموند، فإن التهديف بدأ للبايرن بعد لعبة ثلاثية من ريبيري وروبن وماندزوكيتش أنهاها الأخير في المرمى بعد 15 دقيقة، ولم ييأس دورتموند وسرعان ماعاد للمباراة بعد ثمانية دقائق من ذلك بهدف من ضربة جزاء لجوندوجان، ولكن، يبدو أن الإسراف في المجهود لدورتموند نال من لاعبي الوسط الذين فقدوا ترابطهم وسيطرتهم، وقلت فاعلية هجمات دورتموند بقيادة ليفاندوفيسكي الذي وجد نفسه محاصراً، وفي نفس الوقت فقد مدافعودورتموند تركيزهم ودقة نقلاتهم عند تنظيف منطقة مرماهم أوتمريرهم الكرة للأمام، في حين انتقلت السيادة والتحكم في منطقة المناورات لفريق بايرن ميونيخ خاصة مع تألق ريبيري وحسن تحرك مولر..، ونجح آرين أخيراً في كسر نحسه بهدف قاتل في الدقيقة قبل الأخيرة ضمن به تحديد إتجاه اللقب لصالح الفريق المرشح .وبعيدا عما سبق، ورغم غيرة وحسد الإنجليز والإسبان ... وقول الإنجليز إنهم سيفرحون لخسارة ناد ألماني في المباراة النهائية، وقول الإسبان إنهم مازالوا يحتفظون بلقب الدوري الأفضل في العالم، فإن الدوري الألماني وهو المصنف ثالثا في ترتيب أفضل دوريات العالم، والمصنف الأول في عدد الحضور الجماهيري للمباريات، سيكون منافسا خطيرا على لقب الأفضل، وبعد احتكارهم للمباراة النهائية وسيطرتهم على مشهد دوري الأبطال، فلن يرضوا بغير القمة بديلا، وأعتقد أن عام 2013 هو مجرد بداية لعودة الألمان للقب القوة المرعبة في الكرة العالمية.