ركزت التوصيات التي تمخض عنها المؤتمر الكشفي العربي ال27 على أهمية إدراج المواطنة في كافة أنشطة وبرامج الحركة الكشفية على المستوى العربي والوطني، مع مطالبة الجمعيات الكشفية العربية بضرورة الاهتمام بأولويات الاستراتيجية الكشفية العالمية والعربية عند وضع الخطط الاستراتيجية الوطنية. وأوصى المؤتمر الذي اختتم، أمس، بقصر الأمم، بالعمل على التواصل مع اللجنة الكشفية من أجل استكمال ملف "الكشافة والمرشدات الفلسطينية" وانضمامها رسميا للمنظمة الكشفية العالمية بعضوية كاملة في المؤتمر الكشفي العالمي القادم في سلوفينيا 2014. كما أدرج في توصيات المؤتمر الذي دام خمسة أيام تخفيض رسوم الاشتراك في التجمعات والأحداث الكشفية العالمية، بحيث يتولى المكتب الكشفي العربي التنسيق مع المكتب الكشفي العالمي في هذا المجال، إلى جانب حث الأمانة العامة على العمل مع المكتب الكشفي العالمي فيما يتعلق برسوم الاشتراكات الواجبة على الدول العربية سدادها، بأن يتم تخفيضها على ألا تزيد مستقبلا عن القيمة الحالية وذلك تشجيعا للإفصاح الحقيقي للمنتسبين للحركة الكشفية. وفيما يتعلق ببيت الكشاف العربي، فقد أوكلت مهمة متابعته ومدى تنفيذه للجنة الكشفية العربية، من خلال الوقوف عند الخطوات التي يتم عملها مع التأكيد على أهمية سرعة استكماله في أسرع وقت باعتباره من أهم منجزات الكشفية العربية. وركزت توصيات المؤتمر أيضا على دور الجمعيات الكشفية العربية بدعوتها إلى ضرورة تطبيق المناهج الكشفية العربية المطورة، المشاركة الفاعلة في كافة الأحداث الكشفية على المستويين العربي والعالمي، تسديد رسوم الاشتراكات الكشفية المستحقة للمكتب الكشفي العالمي والمنظمة الكشفية العربية والعمل على زيادة العضوية الكشفية. وإذ لام بعض المتدخلين غياب توصية حول حماية قيم الشباب، فقد أوصى المؤتمر بزيادة مساحة مشاركة الشباب في الأنشطة العربية والعالمية ومشاركتهم في عمليات التخطيط واتخاذ القرار، إلى جانب توصية للأمانة العامة بإعطاء أولوية للخبرات الكشفية وتقديم أي أوراق عمل تخص المؤتمرات واللقاءات القادمة، كما أدرجت توصية للهيئة العليا لصندوق التمويل الكشفي بأهمية تقديم دعم للجمعيات الكشفية العربية في الأنشطة على المستويين العربي والعالمي. ومن أهم القرارات التي خلص إليها المؤتمر، الموافقة على دعم بيت الكشاف العربي بمبلغ مليوني دولار أمريكي، موزعة بين مليون دولار من صندوق التمويل الكشفي العربي ومليون دولار أمريكي من المركز الكشفي العربي الدولي، إلى جانب الموافقة على خطة استراتيجية لتنمية الحركة الكشفية للمرحلة الثانية والتي قدمتها المنظمة الكشفية العربية للأعوام 2014 /2016. كما وافق المؤتمر على التقارير المالية والحسابات الختامية للإقليم الكشفي العربي، المنظمة الكشفية العربية، المختبر الكشفي التربوي، المركز الكشفي العربي وذلك للأعوام 2010، 2011 و2012. وقد أشاد المنظمون باحتضان الجزائر لهذا المؤتمر واجمعوا على أن التوصيات التي تمخض عنها من شأنها أن تعزز العمل الكشفي في الوطن العربي، وفي هذا الصدد، أوضح القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، السيد نور الدين بن براهم، في تصريح ل«المساء" أن الجزائر بتنظيمها للمؤتمر شكلت محطة تحول جديدة لدفع الحركة الكشفية العربية حتى لا تبقى متفرجة على الواقع العربي دون حراك. وأضاف السيد بن براهم أنه تم اعتماد أسلوب بيداغوجي في تناول القضايا الكشفية خلال المؤتمر بعيدا عن السياسية "كوننا لسنا أصحاب القرار السياسي"، مع إدماج فكرة المواطنة الفاعلة من خلال إشراك الشباب في الحياة العامة لا سيما وأن الشباب العربي لم يعد يؤمن إلا بالملموس أمام تطور الوسائل التكنولوجية. ومن هذا المنطلق، أكد القائد العام للكشافة على ضرورة ألا تكون الحركة الكشفية بعيدة عن التحولات الجارية بتكييف برامجها مع المتطلبات الجديدة وترقية البيئة اللاعنفية. يذكر أنه تم خلال اليوم الأخير من المؤتمر عرض الأحداث الكشفية العربية القادمة حتى عام 2020، كما نظم حفل منح قلادة الكشاف العربي ووسام الهدهد والذئب البرونزي، إلى جانب تقديم مداخلات لمديري الأقاليم الكشفية وضيوف المؤتمر قبل أن يتم تبادل التذكارات. كما وجه المشاركون، عقب اختتام الأشغال، رسالة شكر لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، إذ نوهوا بجهوده في دفع الحركة الكشفية العربية.