لم تفرز البطولة الوطنية للملاكمة لصنفي الأشبال والأواسط، التي استضافتها على مدى أربعة أيام القاعة متعددة الرياضات ”الهاشمي حنطاز” بتروفيل ببلدية عين الترك (وهران )، عن مفاجآت تشد الانتباه، حيث عادت السيطرة للمدارس والرابطات المعروفة في عالم الفن النبيل بالجزائر، تتصدرها الجزائرالعاصمة، قسنطينة، بجاية، والبليدة، مع امتياز للرابطة الأولى التي دفعت بتسعة ملاكمين في الدورالنهائي، خمسة منهم لدى فئة الأواسط، مما يبرهن على اجتهاد واضح للمدرسة العاصمية، التي لاتريد أن تبقى بمنأى عن التنافس المحموم بين مدارس سطيف، وقسنطينة والبليدة وبجاية حول من له أحقية الريادة في تكوين القفاز الجزائري المستقبلي. وبالرغم من نقص الإمكانات التي اشتكى منها الجميع دون استثناء، فقد عوضوا ذلك النقص بحب اللعبة والإرادة في العمل لفائدة الملاكين الشباب، وكم كانت فرحة المدربين عارمة عند تتويج جهودهم بتألق ملاكميهم كمدرب جمعية الصخر الرياضية لمدينة قسنطينة كيبش بوجمعة، الذي قال بأن حصول ملاكمه الشبل ”عواجة ياسر” على الرتبة الثانية في وزن 80 كلغ هو نجاح كبير لجمعيته الفتية التي تشارك لأول مرة في بطولة الأشبال متحدية الصعاب، وخاصة ما تعلق بعدم توفر قاعة للتدريب طوال الأسبوع وكذا النقل، وهو نفس العائق الذي يواجه نادي المرسى الكبير الذي حفظ ماء وجه الملاكمة الوهرانية بفوزه باللقب الوطني لدى الأشبال في وزن 80 كلغ، بفضل ملاكمه عبد اللاوي حسين الذي يتتلمذ على يد البطل الإفريقي والجزائري السابق أورنيدي الهواري، الذي وجه نداء حارا للسلطات المحلية لمساعدته في عمله، وتحقيق أمنيته بالعودة بالقفاز الوهراني إلى سابق مجده، وخاصة إبعاد الشباب عن الآفات الاجتماعية المضرة والهدامة. وبالنسبة للمستوى الفني، فاعتبره جل الاختصايين متوسطا، وقد وقفوا والحضور معهم على الصعوبة التي وجدها الملاكمون الدوليون في الصنفين في بسط سيطرتهم على البقية، كما بينته منازلة وزن 64 كلغ في صنف الأواسط بين الدولي كرامو شمس الدين من رابطة سطيف، الذي انحنى أمام نده مقداش رابح من مدرسة الملاكم الدولي السابق ولد مخلوفي بمدينة بوفاريك، وقد عدت هذه المنازلة الأفضل في نهائيات سهرة أول أمس، غير أن النقطة السلبية فيها هو غياب الروح الرياضية لدى مدربي كرامو الذين لم يتقبلوا خسارة ملاكمهم، وهو تصرف تكرر عند مؤطرين آخرين، استهجنه كثيرون ومنهم مدرب المنتخب الوطني العسكري بجاوي إبراهيم، الذي انتقد كثيرا ما قال عنه سوء تنظيم هذه البطولة الوطنية، والصيغة التأهيلية الحالية، والتي تقفز بملاكمين ضعاف المستوى إلى النهائيات، ما يخفض آليا المستوى الفني للمنافسات الرسمية بحسبه، غير أن الملاكم الدولي السابق ورئيس الرابطة الوهرانية للملاكمة موسى مصطفى، يرى العكس تماما، حيث رد قائلا :«لقد بذلت الرابطة الوهرانية للملاكمة فوق جهدها حتى تخرج هذه البطولة في أحسن صورة، وهذا رغم قلة العون المقدم من قبل الهيئة الرياضية المحلية، خاصة من الجانب المالي والذي لايسد حتى نفقات مأكل الناشطين في هذه البطولة، فما بالك بالنفقات الأخرى، هذا بالإضافة إلى نقص العتاد الرياضي، وخاصة انعدام حلبة تليق بالمنافسات الرسمية، لكن تلقينا وعدا من السيد نبيل سعدي رئيس الاتحادية الجزائرية للملاكمة، لمدنا وفق استطاعته بما ينقصنا في هذا الجانب”. أما المدرب الوطني أحمد دين، فقال بأنه تحصل على ما جاء من أجله إلى قاعة تروفيل، وهو تدوين أسماء بعض الملاكمين الواعدين لإقحامهم في المدرسة الوطنية للنخبة بسطيف، من بينهم مقداش رابح من مدرسة بوفاريك وبراود عبد القادرمن رابطة بشار.