أكد كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاستشراف والإحصائيات، السيد بشير مصيطفى، أمس، أن النظام الإحصائي بالجزائر عرف تطورا ملحوظا منذ الاستقلال، مشيرا بالخصوص إلى العمل الهام الذي يقوم به الديوان الوطني للإحصائيات. لكنه شدد على ضرورة معالجة النقائص بوضع أسس نظام إحصائي توقعي يسمح برصد التوقعات وبالخصوص المؤشرات غير الواضحة. وقال كاتب الدولة في تصريح ل«المساء" على هامش افتتاحه لمعرض خمسينية الاستقلال المنظم تحت شعار "الاستشراف في خدمة التنمية المحلية والمستقبل يصنع الحاضر"، أن نظام الإحصاء شهد تطورا "بدليل المنتوج المعروض اليوم من طرف الديوان الوطني للإحصاء الذي يلخص المراحل التي مرت عليها الجزائر في هذا المجال". وأكد أن الدولة الجزائرية "لم تقصر في الاحصاء، سواء تعلق الأمر بإحصاء السكان أو مؤشرات الاستهلاك أو الحماية الاجتماعية أو المحاسبة العمومية وكل ما له علاقة بالتنمية والنمو... أمامنا اليوم خزان من الأرقام التي تغطي الفترة السابقة وهي كافية لمعرفة الجهد الوطني في التنمية". وعبر مصيطفى عن أمله في أن يستغل هذا الخزان من الأرقام لبناء مستقبل أكثر ازدهارا من خلال وضع "نموذج نمو ومخططات تنمية للبرامج العمومية". وأوضح قائلا "حقيقة لا يمكن أن نخطط في غياب الأرقام... والأرقام موجودة مادام أن الحكومة وفرت مؤسسة تتكفل بذلك -في إشارة إلى الديوان الوطني للإحصائيات- وهي قائمة بدورها على أحسن وجه". ومع توفر "المعطى"، كما أضاف فإن ما ينقص الجزائر –حسب ذات المصدر- هو "تصميم السياسات العمومية المناسبة بناء على المعطيات الحالية والقادمة وكذلك المعطيات المتوقعة، لأن المستقبل فيه نوعان من الإشارات: الواضحة، والعشوائية التي لايمكن أن نراها". ولذا، يقترح كاتب الدولة المكلف بالاستشراف والإحصائيات وضع أنظمة إحصاء ذكية تسمح بمعرفة المعطيات العشوائية، والهدف منها هو "عدم الاصطدام بحلول غير قابلة للتطبيق أو مفاجآت". وشدد على ضرورة توفر ماوصفه ب«لوحة قيادة مضبوطة إحصائيا" حتى تكون السياسات العمومية القادمة "ناجحة وفعالة ومتينة". للإشارة، فقد طاف السيد مصيطفى بأجنحة العرض التي تضمنت أهم الدراسات والإحصاءات التي عرفتها الجزائر منذ الاستقلال في مختلف القطاعات.