نوه وزير الاتصال، السيد محمد السعيد، أمس، بمناسبة اختتام فعاليات معرض "ذاكرة وإنجازات" لقطاع الإعلام والاتصال، بالانجازات المحققة منذ الاستقلال، مشيرا إلى أن الجزائر تفتخر بالتعددية السياسية التي سايرها فتح عدد كبير من الجرائد والقنوات الخاصة، غير أن التطور لا يعني الارتياح الذاتي لأن العبرة ليست بالكم بل بالعطاء. كما دعا الوزير المسؤولين بالمؤسسات الإعلامية إلى العودة إلى منابع نوفمبر وغرس قيم الثورة في الأجيال القادمة، مع رفع التحديات بخصوص التحكم في التكنولوجيات الحديثة والحرص على تكوين الصحفيين. وبمناسبة حفل اختتام المعرض، تطرق وزير الاتصال إلى مختلف المحطات التاريخية التي قطعها الإعلام الوطني مما سمح له اليوم باحتلال هذه المكانة البارزة، مشيرا إلى أنه ساير مختلف مراحل الثورة التحريرية الكبرى ليكون بعد الاستقلال أرضية لبناء إعلام قوي، ليرتفع بعد ذلك عدد الجرائد من 6 إلى 136 يومية ولا تزال طلبات الاعتماد تتهاطل على الوزارة لغاية اليوم، كما ساهم تطور وسائل البث والاتصال في تعميم البث الإذاعي والتلفزي بنسبة 90 بالمائة مع التركيز على الولايات الجنوبية التي تمت تغطيتها بنسبة 100 بالمائة، أما فيما يتعلق بالصحفيين فقد أشار ممثل الحكومة إلى أن عددهم ارتفع إلى أكثر من 5 آلاف صحفي. وفي حديث الوزير عن مراحل تطور قطاع الإعلام توقف عند سنة 1989 التي شهدت اعتماد التعددية السياسية التي رافقتها تعددية إعلامية بفصل إرادة الدولة، وهو ما ميز الجزائر أمام باقي دول العالم التي تعتمد خيار التعددية السياسية خاصة وأنها ساهمت ماديا ومعنويا في تطور الإعلام الخاص، ولا تزال المساعدات ليومنا هذا مما سمح بظهور قنوات خاصة. وحتى وإن لم تتحصل على الاعتماد للبث الرسمي من الجزائر إلا أنها تبث بشكل عادي في انتظار مصادقة مجلس الحكومة على قانون الإعلام للسمعي والبصري. ودعا السيد محمد السعيد القائمين على المؤسسات الإعلامية إلى بذل مجهودات إضافية وعدم الإحساس بالارتياح الذاتي، كون العبرة ليست بالكم بل بالمحتوى ونسبة العطاء، مركزا على ضرورة العودة إلى منابع الثورة التحريرية الكبرى بغرض مساهمة الإعلام في غرس حب الوطن في نوفس الأجيال القادمة. وعن التحديات التي تواجه مجال الإعلام، تطرق ممثل الحكومة إلى وجوب التحكم في وسائل الاتصال والتكنولوجيات الحديثة، مع تطوير الموارد البشرية حتى يتم إعطاء لكل ذي حقه بشرط أن يتحلي الصحفي بخصال التميز، الكفاءة في أداء عمله، الأخلاق والروح الوطنية، بالمقابل، تضمن الوزارة تكوين الصحفيين بعد أن تم رصد غلاف مالي للعملية بهدف تحسين النوعية ليكون الإعلام في مستوى تطلعات الشعب. وبمناسبة حفل اختتام المعرض الذي تميز بحضور قوي للطاقم الحكومي، كرمت الوزارة 28 وزيرا تداولوا على وزارة الاتصال منذ الاستقلال، منهم محمد حاج حمو وهو أول وزير زاول مهامه بين 1962 و1963، المرحوم بشير بومعزة، أحمد طالب الإبراهيمي، رضا مالك، بوعلام بسايح، حمراوي حبيب شوقي، أمين بشيشي، ميهوب ميهوبي، عبد العزيز رحابي، عبد الرشيد بوكرزازة، ناصر مهل وعز الدين ميهوبي، كما تم بالمناسبة تسليم شهادات مشاركة لبعض المؤسسات التي شاركت في المعرض.