عادت الشاعرة والأديبة سليمة مليزي إلى الواجهة الثقافية الجزائرية بديوان صادر مؤخرا عنوانه “رماد الروح”، وهو عمل مشترك أنجزته مع الشاعر السوري”معتز أبو الخليل”. تعتقد الشاعرة أن الديوان يلخص في معنى الرماد، وهو الناتج عن نار الظلم والقهر للإنسان، أما الروح فهي التي تبقى طائرة فوق سماء الإبداع التي لا تنطفئ مع مرور الزمن، وتعيد بهجتها مع كل فكرة تبلورت وولدت لتنير درب الإبداع مع كل فجر جديد. وقالت الشاعرة في حديث ل“المساء” إنه إذا كانت الإيديولوجيا هي منظومة من الأفكار والمبادئ والقيم المرتبطة بفكرة الدفاع عن مصالح مجموعة بشرية معينة وإذا كانت الكتابة لا تنطلق من فراغ، بل هي فعل كيميائي تنصهر فيه جميع مكونات الثقافة، فإن كل كتابة تحمل همًّا إيديولوجيا أشبه بصراع خفي تحسه في كتاباتها، وهي تكتب نفسها كسلوك يتجه نحو الإنساني والكوني، حيث الحب يصبح قيمة متعالية عن العرضي في الحياة. وتستعد سليمة مليزي لإصدار ديوان آخر عنوانه “صدى الذكريات”، وعنه أكدت الشاعرة أنها ذكريات جمعتها طيلة السنوات التي توقفت فيها عن الكتابة، حتى تؤدي واجب تربية أبنائها والوقوف إلى جانب نجاحات زوجها، فهي مؤمنة بأن الاستثمار الحقيقي هو التربية السليمة والصحيحة حتى تخدم المجتمع، وهي ذكريات راودتها في كل لحظة ودقيقة أخرجتها أخيرا إلى النور بعد الغياب الطويل عن التأليف والنظم؛ لأن الفكر يبقى راسخا في الأذهان ولا يموت أبدا، حسب المتحدثة. وبدأت مليزي تجربتها الإبداعية في كتابة الخاطرة والشعر، بعدها انتقلت إلى القصة القصيرة، ثم اشتهرت بكتاباتها للطفولة، وعملت في الصحافة المكتوبة، حصلت على جائزة “الشباب للقصة القصيرة” و«جائزة الجمهورية”. صدرت لها مجموعة من قصص الأطفال، وأشرفت على تحرير مجلة للأطفال عنوانها “رياض”، وكانت أول مجلة لأدب الطفل في الجزائر. فازت بأول جائزة للشباب في القصة القصيرة في بداية الثمانينيات، وتُعد من بين الأوائل الذين كتبوا للطفل واهتموا بهذا النوع من الأدب الذي كان شبه غائب في الساحة الأدبية الجزائرية، ثم أصدرت مجموعة من القصص وقامت بإصدار ملحق في جريدة “الوحدة للشباب”، للأطفال “الوحدة الصغيرة”، وبعدها تبلورت الفكرة إلى أول مجلة للأطفال في الجزائر.