أطلقت مؤسسة” هنكل الجزائر”لمنتجات التنظيف بالتنسيق مع كل من المؤسسة العمومية الاقتصادية “تونيك للصناعة” والغرفة الجزائرية الألمانية للتجارة والوكالة الوطنية للنفايات، أول أمس، مشروع “ايكو جمع” الذي يسمح باسترجاع ورق التغليف الخاص بمنتجات مؤسسة “ هنكل الجزائر”، بالتعاون مع الموزعين ونقاط البيع، وهو المشروع الذي سيمس التجار الذين يتعاملون مع المؤسسة، في انتظار تعميم المبادرة على الأحياء لتشجيع ربات البيوت على فرز النفايات، مما يسمح باسترجاع الورق والبلاستيك مستقبلا، ويحافظ على نظافة المحيط. وبما أن مؤسسة “هنكل الجزائر” تعتبر من بين أهم زبائن المؤسسة العمومية الاقتصادية “ تونيك للصناعة”، فقد نظمت أول أمس يوما إعلاميا للتعريف بمشروع “ايكو جمع”، لحث المتعاملين بإطلاق مبادرات مماثلة لتطوير ثقافة استرجاع الورق لاستغلاله في إنتاج المادة الأولية. وبالمناسبة كشف الرئيس المدير العام لشركة “ تونيك للصناعة “، السيد مصفى مرزوق، أن الطلب الوطني على مادة الورق بلغ 500 ألف طن سنويا، 5 بالمائة فقط منها ينتجها المتعاملان العموميان تونيك والمجمع الصناعي للورق والسليلوز “ جيباك”، وبقية الطلبات تتم تغطيتها من طرف الخواص والاستيراد من الخارج. وبغرض الرفع من قدرات الإنتاج، تطرق السيد مرزوق إلى اعتماد استراتيجية لإعادة تأهيل مختلف فروع الشركة التي تم إنقاذها من الإفلاس سنة 2011، لتصبح بقرار حكومي تابعة لشركة تسيير المساهمات لقطاع الكيمياء والصيدلة، وخصص غلاف مالي قدره 15 مليار دج لتغطية تكاليف صيانة وعصرنة مختلف معدات الإنتاج، خاصة سلسلة إنتاج المادة الأولية التي اختير لها خبير أجنبي للسهر على الرفع من قدرات إنتاجها لأكثر من 80 ألف طن في اليوم، علما أن إنتاجها اليوم لا يزيد عن 50 ألف طن، 40 بالمائة من الإنتاج يوجه لتلبية طلبات باقي فروع الشركة، و60 بالمائة يتم تسويقه للمتعاملين الخواص وعددهم 90 متعاملا. وبالنظر إلى أهمية تعميم ثقافة فرز النفايات للرفع من طاقة الاسترجاع التي تبقي ضعيفة مقارنة بالطلب، قررت الشركة رعاية مبادرة شباب من عمال شركة “ هنكل الجزائر” الذين اقترحوا مشروع “ ايكو جمع” على كل موزعيهم، ليتم حسب الآنسة أسماء عبد الرحمان - صاحبة الفكرة – اختيار ولاية تيبازة لتكون ولاية نموذجية بالنظر إلى قربها من وحدة استرجاع الورق لشركة “ تونيك”، وسيقوم الموزعون المعتمدون بالتنسيق مع نقاط البيع بالجملة والتجزئة بجمع النفايات الورقية الخاصة بمنتوج “هنكل” في نهاية كل يوم، وفي مرحلة ثانية سيتم التحول إلى ربات البيوت لتحسيسهم بضرورة فرز النفايات المنزلية، وفي مرحلة أخيرة ستتم إعادة تنشيط النوادي الخضراء بالمؤسسات التربوية، وهي المرحلة التي سيتم تنفيذها مع الدخول المدرسي المقبل لتعميم ثقافة بيئية في الوسط المدرسي. من جهتها، اعربت ممثلة كاتبة الدولة المكلفة بالبيئة، السيدة عطافي، عن استحسانها لمثل هذه المبادرات التي تجمع ما بين المتعاملين العموميين والخواص لحماية البيئة، مبدية أملها في تعميم الفكرة وسط الشباب المستفيد من مختلف آليات الدعم المقترحة من طرف الدولة، حتى يتم إنشاء أكبر عدد من المؤسسات الصغيرة التي تعمل على جمع النفايات التي يمكن رسكلتها. كما دعت الغرفة الجزائرية الألمانية للتجارة، إلى تنظيم يوم إعلامي لنقل التجربة الألمانية في مجال الرسكلة واسترجاع الورق. من جهته، أكد السيد لزهاري غورين، مدير عام الوكالة الوطنية للنفايات، استعداد الوكالة لمرافقة مختلف المشاريع التي يبادر بها الصناعيون للسهر على نظافة البيئة، مشيرا إلى أن عملية استرجاع المواد التي يمكن رسكلتها لا يزيد عن 7 بالمائة عبر التراب الوطني، وهو رقم جد ضعيف مقارنة بحجم النفايات التي توجه إلى مراكز الردم بدون فرز، وهو يؤثر سلبا على سير عملية الردم التقني السليم ويرفع من نسبة التلوث البيئي. وبمناسبة اليوم الإعلامي، نظمت شركة “ تونيك للصناعة” زيارة ميدانية لوحدة الاسترجاع وإنتاج الورق الموجه لمختلف الاستعمالات اليومية، وبعين المكان صرح السيد مصطفى مرزوق، أن تطوير عملية استرجاع الورق، تسمح باقتصا د 50 بالمائة من الأموال المخصصة لاقتناء المادة الأولية من الخارج.