قوجيل يُخطر المحكمة الدستورية    تظاهرة إفريقية ضد الإرهاب.. بالجزائر    السيد عطاف يتلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الأمريكي    عرقاب يعطي إشارة انطلاق أشغال فتح منجم الفوسفات    وزير المالية يبشّر بإصلاحات في 2025    مئات الفلسطينيين تحت الأنقاض في جباليا    مباراة تاريخية على ملعب آيت أحمد    مولودية الجزائر تطيح بمولودية البيّض    وهران تحتضن أياما دولية للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل    إزالة 480 ألف متر مكعب من الأوحال    مخطط النجدة بورقلة: تنفيذ تمرين محاكاة تدخل إثر وقوع كارثة طبيعية    ندوة حول ثورة الجزائر في الكتابات العربية والعالمية    إبراز دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    حملة الحرث والبذر 2024-2025: تخصيص أكثر من 1300 هكتار لزراعة الحبوب بولاية توقرت    الطبعة الثانية للصالون الدولي للتمور: أكثر من 180 عارضا منتظرون من 21 الى 23 نوفمبر بقصر المعارض    الزراعة الصحراوية: مشاركة 40 متنافسا في مسابقة الابتكار للمدرسة الوطنية العليا للفلاحة    هلاك ثلاثة أشخاص وإصابة اثنان آخران بجروح متفاوتة    اللجنة الدولية للصليب الأحمر تناشد المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لإنقاذ الفلسطينيين في غزة    دور الإعلام في سفارة فلسطين بالجزائر    فلسطين: 286 مستوطنا صهيونيا يقتحمون المسجد الأقصى المبارك    احتجاجات عارمة بالمغرب    صايفي يرافق الخضر    بن عراب تتوّج بجائزة في الإمارات    طلبة في ضيافة البرلمان    السيد مراد يشرف على تنصيب والي عين تموشنت الجديد    الأمن الغذائي والمائي أولوية للرئيس تبون    "عدل 3".. أقطاب سكنية بمخططات مبتكرة    مظاهرات حاشدة بمدريد للمطالبة بحقّ الشعب الصحراوي في تقرير مصيره    المغرب مازال مستعمرة فرنسية.. وأوضاعه تنذر بانفجار شعبي    الابتكار في التكنولوجيا الرقمية حماية للسيادة الوطنية    نخبة الكانوي كياك في مهمة التأكيد بتونس    الوالي الجديد يحدد الأولويات التنموية    أواسط "المحاربين" لتحقيق انطلاقة قوية    124 أستاذ جديد بوهران استلموا القررارات النهائية    استراتيجية صحية جديدة لفرملة داء "السكري"    سيدات اليد الجزائرية يرفعن الرهانات بحجم الدعم والمرافقة    شعراء يلتقون بقرائهم في "سيلا 2024"    عدالة الثورة الجزائرية فرضت علي الانضمام لصفوفها    لطفي حمدان أول جزائري يترجم "1984" إلى العربية    "ميناء بجاية" لمشهد ب"داليمان"    الرابطة الأولى موبيليس/الجولة التاسعة: اتحاد الجزائر يلتحق بجاره مولودية الجزائر في صدارة الترتيب    الرابطة الثانية لكرة القدم هواة: شبيبة تيارت و اتحاد الحراش يشددان الخناق على المتصدرين وأول فوز للمشرية    قانون المالية 2025: الوزير الأول يخطر المحكمة الدستورية بالنظر في دستورية بعض التعديلات    سيلا 2024 : ندوة بالجزائر العاصمة حول كتابة التاريخ ونقله للأجيال    الجزائر العاصمة: 13 جريحا في حادث انحراف حافلة لنقل العمال    الصالون الدولي للكتاب: ندوة تاريخية حول الثورة الجزائرية في الكتابات العربية والعالمية    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    13 حافلة للتكفل بتلاميذ كل الأحياء    توقيف 12 مطلوبا لدى الجهات القضائية    الصيدلي يلعب دورا محوريا في اليقظة الاستراتيجية للدواء    انطلاق أشغال المؤتمر الوطني ال8 للفدرالية الجزائرية للصيدلة    اليوم العالمي للسكري: تنظيم أنشطة تحسيسية وفحوصات طبية طوعية بأدرار    إطلاق حملات تحسيسية حول الكشف المبكر لمرض السكري    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السويقة ورحبة الصوف بقسنطينة...
فضاءات الروائح الزكية لشهر رمضان
نشر في المساء يوم 03 - 08 - 2013

يستعيد حي السويقة وحي رحبة الصوف الأسطوريان الموجودان بالمدينة العتيقة الواقعة بقلب مدينة الصخر العتيق قسنطينة، أوج سحرهما خلال شهر رمضان، حيث تنفتح الأزقة أمام المارة بكل سخاء وروحانية رغم ما لحق بهما بفعل الزمن.
وتفرض الجاذبية المحيطة بهذين المكانين المعبّأين بعبق التاريخ لاسيما في مثل هذه المناسبات، نوعا من الحنين المتوارَث جيلا عن جيل، حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال أن بهذه المدينة العتيقة وُلدت وترعرعت “أفضل الطرق” لاستقبال شهر رمضان.
وبالرغم من التوسع الكبير الذي تشهده المدينة في الوقت الحالي مع انتشار نقاط جديدة للتجارة العصرية إضافة إلى “الأحياء الراقية”، إلا أن حيي السويقة ورحبة الصوف يستيقظان خلال شهر رمضان الكريم ليستعيدا مجدهما القديم.
ويؤكد “المدمنون” الذين يتسابقون على هذين المكانين الأسطوريين للتخفيف من تأثير شهر الصيام، أن السويقة ورحبة الصوف هما من بين “أسرار شهر رمضان”.
ويمثل القيام بجولة ولو سريعة بين أزقة السويقة ورحبة الصوف وممراتهما الضيّقة خلال شهر رمضان، “عادة مقدّسة” بالنسبة لغالبية القسنطينيين، الذين لا يكلّون ولا يملّون أبدا من التجول بين أركان وزوايا هذين المكانين، مما يعطي الانطباع في كل مرة، بأنهم يكتشفونهما لأول مرة في حياتهم، فلا يوجد بين الروائح المنبعثة من حيي السويقة ورحبة الصوف ما هو اصطناعي؛ فهي روائح خالصة بهذين الحيين، وهما المعلمان اللذان يرفضان التخلي عن روحهما، ويسعيان للحفاظ على أثر ولو بسيط لتاريخهما الأسطوري وماضيهما الثري.
ويُعد هذان المعلمان المتواجدان بمدينة الجسور المعلقة التي أَحبّها عبد الحميد بن باديس والتي طالما ألهمت الفنانين والكتّاب، بل وحتى الرسامين، محميين من طرف “نجمهما الساطع”، الذي ساعدهما في سالف الأزمنة منذ زمن البقرات العجاف، على مقاومة البؤس، والذي يساعدهما أيضا في الوقت الراهن على “حماية نفسهما”، مما يطلَق عليه التقدم والغزو، وهذا حسبما يراه المولعون بهذين الحيين بكل فخر واعتزاز.
وتقول السيدة إنصاف وهي أستاذة جامعية شابة بكل عفوية: “حتى وإن لم يكن لديّ ما أقتنيه من هذين الحيين لكن تجدني دائما أتحجج بالأسباب للذهاب إلى هناك”، وتؤكد بأنها ورثت هذا العشق منذ طفولتها؛ حيث كانت أمها تصطحبها معها للقيام بالتسوق وزيارة بعض الأقارب.
وحتى إن كان القيام بجولة بهذين الحيين العتيقين يشكل بالنسبة للأشخاص الذين يحنّون كثيرا لهذين المعلمين، “ضرورة حيوية” لاسيما خلال هذا الشهر الكريم؛ حيث تبرز على السطح ذكريات من الزمن الجميل، إلا أنه يبقى “مطلوبا بكثرة” من طرف أرباب وربات العائلات الباحثين عن تجارة مربحة وأسعار معقولة. ولا يمكن للقسنطينيين الذين يقصدون هذين المكانين اللذين يمتزج فيهما ما هو قانوني مع ما هو غير ذلك والروحانية والواقعية، العودة “خاويي الأيدي”، فكل شيء متوفر هناك وبكميات كافية، بدءا بلحم الغنم، وصولا إلى اللبن ومرورا ب “الخطفة”، وهي تلك العجينة التي يوضع بها حشو البوراك، دون إغفال “الكسرة” المحضّرة في المنزل، وكل هذا بأسعار في المتناوَل.
وبإمكان كل من يحنّ للسويقة ورحبة الصوف؛ حيث لا تغيب الروحانية، استنشاق عبق الأصالة “مجانا”، من خلال المرور عبر الأزقة الضيّقة لهذين الحيين؛ إذ لكل حي قصة يحكيها أو أسطورة خالدة.
وتصف السيدة زهور وهي قسنطينية في عقدها السابع الهواء والنسيم اللذين يملآن أرجاء السويقة ورحبة الصوف، ب “الدواء”؛ كيف لا وهما المعلمان الواقعان بالقرب من ضريح سيدي راشد الولي الصالح للمدينة، الذي دُفن على بعد أمتار قليلة من هذين الحيين وتحت الجسر الذي يحمل ذات الاسم؛ فأي روائح زكية كانت ستفوح من قسنطينة خلال شهر رمضان لولا وجود السويقة ورحبة الصوف؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.