كشف المدير العام لمعهد باستور، الأستاذ كمال كزال أمس، عن برنامج لتزويد المعهد بأكثر من 3,5 مليون جرعة من لقاح "تيترا هيب" خلال السنة الجارية، وإنشاء مخبر جديد للكشف عن الفيروسات الجديدة وإعادة فتح فرع المعهد بالحامة، مؤكدا ضرورة إعادة تأهيل هذه المؤسسة الصحية المتخصصة وتمكينها من استعادة المكانة التي كان تحظى بها في السابق. وطمأن السيد كزال في حديث لوكالة الأنباء، بتوفر جميع اللقاحات المدرجة في إطار الرزنامة الوطنية للقاحات الأطفال وغيرها من اللقاحات والأمصال، مشيرا في هذا الإطار إلى أن مخزون المعهد من لقاح "تيترا هيب" المضاد للدفتيريا والسعال الديكي والتيتانوس، سيتعزز بكميات إضافية ليصل إلى أكثر ال3,5 مليون جرعة قبل نهاية 2013. كما أكد، بأن المؤسسة التي تجاوزت بشكل تام مشكل الانقطاعات التي شهدتها في السنتين الماضيتين، ستوزع خلال الأيام القليلة القادمة أكثر من 620 ألف جرعة من هذا اللقاح. وأشار المتحدث، إلى أن مخزون المعهد من اللقاح المضاد لشلل الأطفال تجاوز 4 ملايين جرعة، فيما تم حسبه إلى يومنا، تلبية نحو 80 بالمائة من الاحتياجات الوطنية من المصل المضاد للسعات العقارب، من خلال بتوزيع أكثر من 62 ألف جرعة، وتخزين 10 آلاف جرعة أخرى. وفي سياق ذي صلة، أعلن المدير العام لمعهد باستور عن إنشاء مخبر وطني ذي السلامة العالية، سيتم إنجازه بمنطقة سيدي فرج بالعاصمة، وتسند له مهمة الكشف عن الفيروسات الجديدة التي قد تظهر بالجزائر، مشيرا إلى أن هذا المخبر الجديد سيساهم في تدعيم المخابر المتخصصة التابعة لمعهد باستور، ولاسيما تلك التي تتكفل بالأمراض المعدية والطفيلية والبيوكمياء والميكروبيولوجيا والبيولوجيا العيادية وعلم المناعة. كما أعلن بالمناسبة، عن إعادة فتح فرع معهد باستور الموجود بالحامة قريبا للمواطنين، لتخفيف الضغط على المؤسسات الصحية بالعاصمة. وإذ شدد الأستاذ كزال المختص في الميكروبيولوجيا، على ضرورة إعادة الاعتبار لهذا المعهد وتمكينه من استعادة مكانته التي حظي بها في السابق، أرجع أسباب تراجع مكانة المعهد، إلى الظروف الصعبة التي عاشتها الجزائر خلال العشرية السوداء من جهة وقلة الإمكانيات المالية من جهة أخرى، معربا في نفس السياق عن أسفه لغياب مجلات علمية دولية بالمعهد منذ سنة 1990. وأشار المتحدث، إلى أن 33 أستاذا جامعيا يمارسون حاليا في المعهد، مدعمين بكفاءات من مختلف الاختصاصات بلغ عددها 300 باحث، بالإضافة إلى منخرطين في المجلس التقني والمستشارين، مبرزا في نفس السياق وجود تنسيق بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وجامعة باب الزوار، لتزويد المعهد بكفاءات أخرى، وفتح أبواب المعهد إلى كل الأساتذة المساعدين المؤهلين للبحث العملي. من جانب آخر، سجل الأستاذ كزال ارتياحه لوضع المخطط الداخلي للمعهد، والذي لم يكن موجودا منذ سنوات التسعينات، مؤكدا بأن وضع هذا المخطط الذي يحدد مهام كل مصلحة، سيساهم في دفع البحث العلمي وتوسيع نشطات المعهد. كما كشف عن دعم المراكز المرجعية عبر الوطن بالوسائل اللازمة التي تتيح لها العمل في أحسن الظروف، بالإضافة إلى فتح مديريات جهوية. وتجدر الإشارة، إلى أن معهد باستور الجزائر الذي أنشئ في سنة 1894 ينشط في إطار شبكة من المعاهد الدولية تتبادل المعلومات في مجال البحث العلمي، وقد سبق للمعهد أن احتل المرتبة الثانية في العالم، مباشرة بعد معهد باستور فرنسا، إلا أن هذه المكانة تراجعت بسبب الظروف التي عاشتها الجزائر في العشرية السوداء. وقد عانى معهد باستور في السنتين الماضيتين من مشاكل في تمويل استيراد اللقاحات، بسبب عدم تمكنه من استرجاع مستحقاته لدى المؤسسات الاستشفائية، ما أدى إلى تدخل الحكومة لحل المشكل، من خلال تمويل المعهد بقرض بنكي بقيمة 3 مليار دينار لمدة 10 سنوات. كما استفاد المعهد من دعم خاص موجه لتمويل وتسيير المخزون الاستراتيجي للقاحات ومواد صيدلانية أخرى موجهة للصحة العمومية، فيما أخذت وزارة الصحة على عاتقها 50 بالمائة من القروض الموجهة لاقتناء اللقاحات والأمصال.