انتقد رئيس التنسيقية الأوربية للجان مساندة الشعب الصحراوي السيد بيار غالاند أول أمس الخميس بالجزائر العاصمة، بشدّة دور فرنسا في التعاطي مع الملف الصّحراوي ووقوفها كلية إلى جانب طروحات المملكة المغربية، مؤكدا أن هذه الدولة التي تتبجّح برعاية حقوق الإنسان وتكريس قيم العدالة والديمقراطية عبر العالم، تُعدّ معرقلا رئيسا لتوسيع مهام بعثة المينورصو في الأراضي الصحراوية المحتلة. وندّد السيد غالاند في ندوة صحفية نشّطها بقاعة المحاضرات بفندق السفير بوسط العاصمة عقب استقباله ل50 عضوا من المناضلين والنشطاء الحقوقيين الصحراويين، بالدور السلبي والمنحرف الذي تلعبه فرنسا ضد مصلحة الشعب الصحراوي، لاسيما من خلال دعمها للمغرب على كافة المستويات، علاوة على تورّطها المفضوح في عرقلة مهام بعثة المينورصو لمراقبة حقوق الإنسان بالمناطق المحتلة وتنظيم استفتاء عادل ونزيه لتقرير مصير الصحراويين. وأوضح أن التعنّت الفرنسي في الوقوف ضد ملف الصحراء الغربية، يقف وراء التطوّر البطيئ لملف هذه البعثة الأممية على مستوى مجلس الأمن، داعيا فرنسا إلى مراجعة نفسها والكفّ، على الأقل، عن مواصلة دعم ومساندة المغرب بشتى الوسائل، حسب تعبيره. وأبرز الدبلوماسي الأوربي المساعي الفرنسية لتأييد كل مقترح مغربي يناقض مطالب الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ونيل استقلاله، مستغلة في ذلك حق النقض الدولي (الفيتو)، قائلا في هذا السياق: "إننا كنا ننتظر كدبلوماسيين أن تتوسّع مهام أداء بعثة المينورصو في الصحراء الغربية المحتلة، لتشمل مراقبة حقوق الإنسان بالمنطقة ومساعي وتنظيم استفتاء تقرير المصير، إلاّ أن فرنسا حطّمت كل الآمال التي كانت معلّقة على مهام هذه البعثة بوقوفها في كل مرّة إلى جانب المملكة المغربية واستجابتها لطموحاتها..". كما طالب الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بوجوب الالتفات إلى هذه الإشكالية التي يغضّ عنها البصر، والضغط على الدول الأوربية الداعمة للمساعي المغربية التوسعية بالصحراء الغربية كفرنسا وإسبانيا، وإقناعها بالامتثال للشرعية الدولية في التعاطي مع هذا الملف الحسّاس، مجدّدا رفضه الكامل للسياسة غير المنطقية التي تنتهجها فرنسا في هذا الإطار، وهو ما أشارت إليه وزيرة خارجية الاتحاد الأوربي كاترين أشتون، التي كانت قد أكّدت حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بنفسه ورسم مستقبله في كنف السلم والحرية والأمن. ومن جهة أخرى، تطرّق رئيس التنسيقية الأوربية للجان مساندة الشعب الصحراوي، لقضايا انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها البوليس المغربي ضد الصحراويين العزّل بالأراضي المحتلة، إلى جانب المحاكمات العسكرية الصورية والتعسّفية ضد النشطاء الحقوقيين، مجدّدا دعواته الدولية لوقف هذه التجاوزات اللاإنسانية، التي لن تثني الشعب الصحراوي المناضل، عن مواصلة مسيرته الكفاحية من أجل الاستقلال. كما دعا في الأخير، الحكومة المغربية إلى فتح الأقاليم الصحراوية المحتلة في وجه المنظمات الحقوقية الدولية والمحامين ووسائل الإعلام المختلفة، للوقوف عن كثب على ما يجري بهذه المناطق من تجاوزات لحقوق الإنسان والحريات السياسية والنقابية. ويُذكر أن السيد بيار غالاند يشارك بالجزائر في أشغال الجامعة الصيفية لإطارات الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الجارية بجامعة بومرداس، والتي تتواصل فعالياتها إلى غاية 25 أوت الجاري.