يلتقي أغنياء العالم وفقراؤه غدا في روما الإيطالية لبحث تداعيات أزمة الغذاء المستفحلة في الجزء الجنوبي للكرة الأرضية في محاولة الظاهر منها إنقاذ شعوب بأكملها من مجاعة غير مسبوقة! وإذا كانت الفكرة تحمل نوايا "عسلية" للشعوب الفقيرة فإنها تنم في الحقيقة عن مسعى غربي لإنقاذ النمط الليبرالي في تسيير الاقتصاد العالمي من إفلاس أكيد. والواقع أن أزمة الغذاء المستفحلة ماهي إلا نتيجة تراكمات لسياسات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي رمز الرأسمالية العالمية اللذين فرضا إملاءاتهما على الدول الفقيرة قرابة ستة عقود والتي انتهى بها الأمر إلى عجزها عن إطعام سكانها. وحتى وإن حمل الأغنياء المسؤولية للدول المنتجة للنفط بسبب ارتفاع أسعاره فإنه يجب التأكيد أن حتى هذا الارتفاع جاء بسبب سياسة المضاربة التي أفرزها النظام الليبرالي بتشجيع من الدول المتحكمة في آليات الاقتصاد العالمي. ولذلك فإن "حسن النوايا" الغربية لم تفرضه البطون الجائعة لملايين البشر في الدول الفقيرة بقدر ما حتمته أنانية الدول الغنية لإنقاذ الاقتصاد العالمي من كساد بدأ يلقي بظلاله على الجميع ويكون حينها الجائع وممتلئ البطن خاسرين.