تنظَّم من 27 سبتمبر إلى 3 أكتوبر القادم، فعاليات الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي لموسيقى الديوان، الذي عرف في مواعيده السابقة نجاحات مشهورة. طبعة هذه السنة ستكون ملتقى لمحبي هذا الفن الأصيل الوافدين على قاعة ابن زيدون من كل حدب وصوب. سيقدّم المهرجان برنامجا ثريا ومتنوعا من الطبوع والأصوات التي يجمع بينها إيقاع يندرج في سجلّ موسيقى الديوان. من بين الفرق التي سترفع بحضورها قيمة هذا العرس الفني، ثلاث فرق كانت قد نالت جوائز الطبعة السابعة للمهرجان الثقافي الوطني لموسيقى الديوان، المنظَّم بمدينة بشار من 7 إلى 13 جوان 2013، وهي تظاهرة شكلت فضاء تنافسيا لترشيح المشاركة الجزائرية في المهرجان الدولي للجزائر. من بين تلك الفرق فرقة “عمي إبراهيم” من بشار، والتي فازت بجائزة المهرجان المذكور (الأولى)، وهي تحمل اسما حمله فنانون ممن يُعرفون ب “المقدمين” بنفس المدينة، وممن ساهموا في تكوين العديد من المولعين بموسيقى الديوان ومحبّيها. أُنشئت الجمعية في سنة 1968، لتعمل منذ ذلك الوقت على الحفاظ على تراث الأجداد المقدمين، منهم سالم بلحاج، سغو، بافاراجي وبرزوغ بلال، وهم من وجوه هذا التراث الموسيقي. وتعود بدايات ”عمي إبراهيم” الفنية إلى فترة الخمسينيات من خلال “غندوز قرقابو” و«المعلم”. وبعد تلقّيه دروسا في الأبراج وفقدان تقليد الڤناوي قرر إنشاء فرقة، ليعطي ما تَعلّمه مرفوقا ب 15 عضوا، وهكذا استطاع أن ينهض بهذا الفن. أصبح ”عمي إبراهيم” المعلّم، وأصبح فنه علامة في كل المهرجانات، إضافة إلى القعدات التي كان ينظّمها في كل ربوع الوطن، وحاز فيها على الكثير من الجوائز. أما فرقة “ولد بامبرا” الفائزة بالجائزة الثانية في المهرجان الوطني الأخير ببشار، فهي تسهم بأسلوب آخر في إطار سجل موسيقى الديوان، وهو أسلوب أعجب الجمهور، الذي يتنقل وراء هذه الفرقة أينما حطّت. للإشارة، فقد عادت هذه الفرقة للعمل في 2010 بمبادرة من يسري محمد صغير تامبارت المشهور بطوطو، وهي فرقة تهوى كل الطبوع الموسيقية، مكونة من 8 أعضاء قادمين من فضاءات موسيقية مختلفة، سواء منها الديوان التقليدي أو ما يُعرف بموسيقى فوزيون، ليقرروا بعدها الانفتاح على موسيقى الديوان الجزائرية والمغربية، إضافة إلى طبع السطمبالي التونسي. وقد أطلقوا على مسعاهم المغاربي هذا “تاغناويت” رغم أن طابع الديوان الجزائري هو منطلقهم. الفرقة الثالثة المشاركة هي فرقة دادون غرداية، وهي ثالث مشاركة لها في المهرجان، علما أنها تحصلت على جائزة في مهرجان بشار، وتم الاعتراف بمجهوداتها على مدار 15 سنة من العمل. يقود هذه الفرقة بشير بوراس المتمكن من كل ما هو تراث للديوان إضافة إلى أدائه المتميز؛ من خلال الريتم البطيئ الذي يؤدَّى على الدادون، وهو نوع من الطبل التقليدي يعزف الفنان عليه بعصا صغيرة واحدة، وتعمل الفرقة على النهوض بهذا الطبع. فيما يتعلق بالمشاركة الأجنبية في هذه الطبعة، فسيتم الإعلان عنها من طرف اللجنة المنظمة قريبا، وهي ما يعتبرها الملاحظون مفاجأة المهرجان.