دخل المجتمع المدني ممثلا في جمعيات محلية وولائية في سباق مع الزمن، لتأمين اللوازم المدرسية الضرورية من محافظ ومآزر للمتمدرسين من أبناء العائلات الفقيرة والمعوزة، للمساهمة في إنجاح الدخول المدرسي الجديد، «المساء” سلطت الضوء على جانب من نشاطات بعض تلك الجمعيات في هذه الأسطر. كانت البداية مع جمعية ترقية الفتاة التي شرعت منذ مدة في إحصاء العائلات المحتاجة، وفي حديثها ل«المساء”، قالت رئيسة الجمعية عائشة؛ إن الجمعية حضرت بالتنسيق مع مدرية النشاط الاجتماعي لولاية الجزائر حوالي 120 محفظة ومئزرا للذكور والإناث من الطورين الابتدائي والمتوسط، إلى جانب بعض الأحذية، ومن المنتظر أن يتم توزيعها عشية الدخول المدرسي بضواحي جسر قسنطينة وما جاورها”. وحول ظروف سير عملية التوزيع، أفادت المتحدثة “أن الجمعية دأبت كل سنة بعد أن تفرغ من إحصاء أبناء العائلات المحتاجة، إلى استدعاء الأولياء ليتسلموا الأدوات التي يحتاج إليها التلاميذ، كل هذا لتحقيق هدف واحد وهو دعم العائلات الفقيرة، خاصة تلك التي تملك أكثر من ثلاثة متمدرسين، وكذا المشاركة كمجتمع مدني في إنجاح الدخول المدرسي من خلال تمكين كل الأطفال من الحصول على اللوازم المدرسية الضرورية لبداية الموسم. كما تقوم الجمعية في إطار نشاطاتها السنوية المرتبطة بالدخول الاجتماعي، بفتح أقسام تحضيرية لاستقبال أطفال ما قبل التمدرس، ناهيك عن فتح أقسام أخرى على مستوى الجمعية لدعم التلاميذ في بعض الدروس، تقول رئيسة جمعية “ترقية الفتاة”. من جهتها، بادرت جمعية “اتحاد وأمل” ببلدية خرايسة هي الأخرى، إلى إطلاق عمليتها التضامنية بمناسبة الدخول المدرسي الجديد، حسب مولود دراجي رئيس الجمعية الذي قال في حديثه ل«المساء”؛ إن الجمعية أخذت على عاتقها هذه السنة مسؤولية التكفل بأطفال الطور التحضيري من خلال فتح أقسام على مستوى الجمعية بكل من بلدية خرايسية وزرادة للمشاركة والتخفيف من العبء الواقع على المؤسسات التربوية التي تقف أحيانا عاجزة على استيعاب العدد الكبير من الأطفال بالطور التحضيري، حيث ينتظر أن نستقبل 100 طفل، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى، تقوم الجمعية هذه الأيام بعد أن فرغت من إحصاء عدد التلاميذ المحتاجين المباشرة في توزيع المآزر والمحافظ التي قدر عددها هذه السنة ب 800 محفظة مجهزة ببعض الأدوات المدرسية. وفي رده عن سؤالنا حول مصدر الإعانات التي تقدمها الجمعية لأبناء العائلات الفقيرة والمعوزة، أفاد محدثنا بأن الجمعية تعتمد على دعم المحسنين بالدرجة الأولى، كما تعتمد على ما يقدم لها من مديرية الشؤون الاجتماعية، ويعلق بالقول؛ “يظل الدعم قليلا بالمقارنة مع ارتفاع عدد التلاميذ المحتاجين، حيث يزيد عددهم من سنة لأخرى، لاسيما مع الارتفاع غير المبرر لأسعار بعض اللوازم المدرسية، على غرار المحافظ والكتب، بالنظر إلى ضعف القدرة الشرائية لبعض العائلات من محدودي الدخل”. من جهتها، سعت جمعية كافل اليتيم هي الأخرى، إلى الإسراع في توزيع اللوازم المدرسية على أبناء العائلات المحتاجة ببلدية عين طاية لتخفيف العبء عليها قليلا، حسب جمال لعجالي مكلف بالإعلام على مستوى الجمعية، الذي قال؛ “لم تكتف الجمعية بتوزيع المحافظ وبعض الأدوات المدرسية على كل الأطفال المحتاجين بالمنطقة، بل عمدت أيضا إلى تأمين عدد كبير من المآزر، بعد أن تلقت الجمعية وعودا من بعض المحسنين بتقديم الدعم لنا والمشاركة في إنجاح الدخول المدرسي”. كما بادرت جمعية قدماء الكشافة الإسلامية إلى الشروع في تنفيذ مبادرتها الرامية إلى حفظ نعمة الكتاب المدرسي، حسب مصطفى سعدون القائد العام لجمعية قدماء الكشافة الإسلامية الذي قال؛ بأن الجمعية تسعى في كل سنة عن طريق أفواجها المنتشرة عبر كامل التراب الوطني إلى الاتصال بالعائلات المحتاجة لتزويدها ببعض الأدوات المدرسية في سياق دعم الأسر، خاصة مع الغلاء الذي تعرفه بعض اللوازم المدرسية، وتحديدا الكتاب المدرسي الذي يتجاوز القدرة الشرائية لبعض الأسر، خاصة تلك التي يقع على عاتقها أكثر من تلميذ متمدرس”. وأطلقت الجمعية مبادرة جمع الكتب القديمة وإعادة تغليفها لوضعها تحت الطلب، حيث تتم عملية المبادلة على مستوى الأفواج الكشفية، بحيث يقوم كل تلميذ أو طالب بالتنازل عن كتبه والحصول في المقابل على الكتب التي يحتاج إليها، فمن جهة يقول مصطفى؛ نساهم في توفير الكتاب المدرسي لبعض التلاميذ العاجزين عن الشراء، ومن جهة أخرى، نكرس ثقافة عدم رمي الكتب المدرسية ونمكن الغير الاستفادة منها”. لم تتوقف العملية التضامنية لدى المجتمع المدني عند تأمين المحافظ، الكتب، المآزر وغيرها من متطلبات الدخول المدرسي، بل سعت بعض الجمعيات الأخرى إلى التضامن والتآزر مع بعض التلاميذ الذين وجدوا صعوبة في الالتحاق بالمؤسسات المدرسية، بعد أن صدرت في حقهم قرارات الفصل، وهو ما حدثنا به السيد علي بن زينة رئيس اتحاد أولياء التلاميذ لشرق الجزائر، حيث قال في إطار العمل التضامني مع التلاميذ؛ تباشر جمعيات أولياء التلاميذ عشية كل دخول اجتماعي عملها المتمثل في الوقوف إلى جانب بعض التلاميذ من أجل تسوية وضعيهم، وتحديدا أولائك الراغبين في الالتحاق بمؤسساتهم التربوية والحصول على فرصة ثانية. وحسب محدثنا، فإن عدد التلاميذ الذين تم تسريحهم هذه السنة كبير، وبحكم أن السنة الدراسية المنصرمة عرفت العديد من المشاكل، على غرار الإضرابات التي أثرت سلبا على مردود بعض التلاميذ، وتحديدا بأقسام المتوسطة والثانوية، ولحمايتهم من الشارع، نسعى يقول علي بن زينة “إلى التدخل كمجتمع مدني من أجل تمكين بعض التلاميذ من الحصول على مقعد دراسي، ومن ثمة الظفر بفرصة ثانية”.